️خذِّلوا عن دينكم ما إستطعتم
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
— وسط حصار الأحزاب،وخوف المسلمين،وخيانة اليهود أسلم نعيم بن مسعود..
ولما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عليه خدماته مؤكدا له أن أحدا لا يعرف شيئا عن إسلامه…قال له النبي صلى الله عليه وسلم :
إنما أنت رجل واحد فخذل عنا ما استطعت!!
كأنه يقول له:
لا نريد منك هزيمة الأحزاب…إنما نريد منك بذل ما تستطيع من جهدك حتى تجتمع عليه بقية الجهود فيتحقق النصر.
كثير منا ينظر للباطل المستشري،والظلم المنتشي نظرة العاجز المستسلم المحبط لفرط ما يرى من ضعف الحق وانتفاشة الباطل..
ولو فهم عن النبي صلى الله عليه وسلم معنى التخذيل ما استسلم هكذا…
أنت يا أخي مطالب بالتخذيل…
إنما أنت رجل واحد،وأنتي امرأة واحدة فخذلوا عن الإسلام ما استطعتم..
التخذيل أن توقن أنك لست مطالبا بحتمية هزيمة قريش وحلفائها…لكنك مطالب بطرح فكرتك وبذل طاقتك حتى تأتي الرياح وتقتلع الخيام..
التخذيل أن تأخذ بيد صبية الحي الذي تقيم فيه إلى المسجد…
التخذيل أن تتعهد شبابا أوشكوا على الضياع أو وقعوا فيه حتى تعود بهم إلى الله.
التخذيل أن توقظ نائما أو تهز غافلا عله ينفع أمته بعد صحوته أكثر منك..
التخذيل أن تبذل ما يعلمه الله من جهدك…ثم تفوض إلى الله أمرك.
التخذيل ألا تُوقِف في القوم النداء والصياح حتى تشرق شمسهم ويصبح الصباح.
التخذيل أن تظل عاملا للحق باذلا مالك وعرقك ولو كنت وحدك.
فالله سبحانه لما رأى تخذيل سلمان الفارسي يوم الخندق بفكرته،وتخذيل جابر بعنزته،وتخذيل نعيم بدهائه ووقيعته، وتخذيل غيرهم بمعوله وحفرته، هزم العدو بجنوده وقدرته.
والله سبحانه لا يشدد على أوليائه ليقنط منهم القلوب…وإنما ليختبرهم في بذل الجهود.
فابذلوا جهدكم، وخذِّلوا عن دينكم، واتركوا لله أمر عدوه وعدوكم.
فكل المجاهدين على مر العصور كانوا في نظر العوام مغامرين..وربما مجانين!!
لكنهم بعد انتصارهم يصبحون أبطالا!!
ولو صنع الأبطال صنيع العامة ما تحرر وطن، ولا خرج محتل!!
الأوطان تُنتَزع ولا تُستَجدى..
والجماهير رأس مالها الكلام إلا من رحم ربي حتى يرجع إليها المحررون بالأوطان محررة.
فالمحررون قلة والناقدون الناقمون دائما كثرة!!