وصيّة …
و يوماً ما …!!
__________
ويوماً ما …
إذا مَا مُتُّ ، لُمِّيني بعينيكِ
و سوّيني كروحِ الوَردْ
وخلِّيني كما ريح تؤرجحني
بتلكَ الغيمةِ الّلهفى …
تعاتب لوعة أو رعدْ
هبيني تلكمُ النَّجماتْ
هبيني تلكم الدَّمعاتِ
خَلّيني كمثلِ الغمرةِ الَّلهفَى
و مثلِ القبلة العطْشَى
كمثلِ الشَّهدْ. ..
و مثلِ الوعدْ
***
و يوماً ما
إذا ما متُّ روحِي موكبَ الرَّيحانْ
و خلّي روحَكِ دوماً
ليَ عنوانْ
و خلّي خفقتِي ( طبعاً )
كأنفاسِ النَّدى الوسنانْ
و قولي : إنّني فلّ
و قولي إنّني ظلٌّ
و قولي : إنني سفنٌ و تسري بي
بلا بحرٍ ، بلا قبطانْ …
و عيناكِ
كمثلِ الزورق الغافِي على موجٍ
ويبقى دائماً حيرانْ
و يوماً ما
إذا ما متُّ لمِّيني مع الغزلانْ
و خلّي موكبَ الوردِ
يغنيكِ مع الأهدابِ و الأجفانْ
و غنّي لي
و غنّيني ، كما موجٍ على الشطآنْ
وقولي للضُّحَى فجراً
بأنّي كنتُ أحلاماً
وكنتُ دائماً إنسانْ…!
***
و يوماً ما
إذا مامتُّ ، شُمّيني ، وضُمّيني
و غنّي لي طوالَ الوقتِ كي أحيا
بقلبِ الفجرِ ، قلبِ الصبحْ
ويسمعُكِ الهوى الجوريّ
ينْدهك بهمسِ الجُرحْ
و عيناكِ هنا تبدو كنجماتٍ
و نسماتٍ
و خداكِ بلونِ الوردِ
لون القمحْ …
و ضميني ، كما حَورٍ
يلملم أعينَ الصفصافِ
بذاكَ التلِّ ، ذاكَ السّفحْ
و قومي و ارقصي عشقاً
و خلي صوتكِ قلبي
و خلي همسَكِ روحي
و غنّيني كمثلِكِ
ريحةِ النعناعِ أحياناً
و أخرى شهقة للجرحْ
***
أنا وحدِي ، أناديكِ
أناغيكِ
و أعرف أنكِ الأغلى
و أعرف أنكِ الأحلى
و أعرف نوبةَ القلب الذي لولاك
ما حَنَّ ، و لا جنَّ
و أعرف أنني لولاكِ قدْ متُّ
بطعنِ السّيفِ ، ضربِ الرمح …!!
ويوماً ما اذا ما متّ
لميني كمثل البيدر المجنونِ
يرويك دمي
يغنّيكِ أغاني الخصبِ و الحبِّ
كما عشق عبيق الضوع في قلبي
كريمٍ دافقٍ أو سمْحْ …!!
إذا ما متُّ ضميني
بريحةِ نسمة جوريّةٍ
أو ذبحةٍ صدريَّةٍ
أو لَمحْ …!!
سهيل أحمد درويش
سوريا / جبلة
