وداعاً الشاعر أحمد السلاموني ٠٠ !!
” إنهم ينهشون الضياء “٠
رحل شاعرنا أحمد السلاموني فجر الخميس الموافق ٢٨ / ١٠ / ٢٠٢١ م ٠
عن عمر يناهز ٦١ عاما ٠
بعد صراع قصير مع المرض ٠
غَـرِيبًـا صِـرْتُ ،
يَهْجُـرُنِـي مَكَـانِـي
وَأَنْظُـرُ فِـي الْمَـرَايـَا
لا أَرَانِـي
أَجُـوبُ اللَّيْـلَ ،
والنَّجْمَـاتُ حَوْلِـي
يَتَـامَـى ،
حِضْنُهَـا
السَّبْـعُ الْمَثَـانِـي ٠
………………..
ما زال مسلسل فقدان الشعراء في الوطن العربي مستمرا بسرعة مخيفة ، كل يوم نودع عملاقا من بيت الشعر العربي بلا هوادة ٠٠
ومنذ ساعات فقد ودعنا شاعرنا المصري الصديق ( أحمد السلاموني ١٩٦٠ / ٢٠٢١ م ) ٠
و عندما نقلب في ذاكرة شاعرنا الراحل أحمد السلاموني تستوقفنا حالة التجليات ذات النزعة الصوفية حيث نراه متأثرا بمولانا جلال الدين الرومي فيترنم بشذى الصفاء في انطلاقة روحانية يهرب من صراعات هذا العالم المشحون بالتناقضات هكذا ٠٠
أليس هو القائل :
يُمْنَــاكَ
فجَِّـرْها يَنَابِيـعَ الضِّيَـا
واغْـرُسْ صَبَاحًـا ؛
كَـيْ يُخَضِّـبَ شَمْـألكْ
واسْلُكْ دُرُوبَ الشَّمْـسِ ،
حَلّـقْ شَـامِخّـا ،
نُـورًا أبِيًّـا ،
وانْزَعَـنَّ سَلاسِلَكْ ٠
…..
* نبذة عن حياته :
===========
ولد شاعرنا أحمد على محمد إسماعيل ؛ الشهير ب (أحمد السلاموني) في ١٣ سبتمبر ١٩٦٠ م بمدينة ههيا – محافظة الشرقية – جمهورية مصر العربية – حاصل على ليسانس آداب قسم اللغة العربية وآدابها – جامعة الزقازيق.
عمل بالتربية و التعليم معلم كبير للغة العربية بمدرسة ههيا الثانوية العسكرية بنين ٠
شارك في تأسيس وإصدار مجلة “إشراقة عام” 1981م. – عضو مؤسس لجماعة الشعر في نادى ههيا عام 1981م. – عضو نادى أدب قصر ثقافة الزقازيق – رئيس نادى أدب قصر ثقافة الزقازيق سابقا – محاضر مركزي بالهيئة العامة لقصور الثقافة – عضو اتحاد كتاب مصر – عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية – رئيس شعبة شعر الفصحى في اتحاد كتاب مصر، فرع الشرقية ومدن القناة وسيناء. – عضو رابطة الشعراء العرب – عضو اتحاد اللغويين والمترجمين العرب – عضو جمعية حماة اللغة العربية – عضو في عديد من المؤسسات الثقافية والأدبية : المصرية والعربية.
* المؤلفات الأدبية :
———————— أصدر بعض دواوين شعرية :
ـ ديوان صرخة طائر قدسى ٠
ـ ديوان تراتيل المساء ٠
– ديوان محراب الأنوار٠
– ديوان إنهم ينهشون الضياء ٠
= قيد الطبع :
– مسرحية شعرية ٠
– دراسات نقدية ٠
– سبعة دواوين شعرية ٠
أهم الإنجازات الأدبية : – حصل على عدة شهادات تقديرا لمشاركاته الفعالة في المحافل الأدبية والثقافية.
– حصل على جائزة الهيئة العامة لقصور الثقافة للنشر الإقليمى.
– تم اختياره ضمن الموسوعة الكبرى للشعراء العرب التي أعدتها الشاعرة المغربية “فاطمة بوهراكة” ٠
– تم اختياره ضمن شعر (أضخم أنطولوجيا للشعر العربي المعاصر: قلائد الذهب الشعرية “والتي ترجمت إلى ثلاث لغات ” .
– فاز بجائزة النشر الإقليمي عن ديوانه : (إنهم ينهشون الضياء).
– تم تكريمه في مؤتمر شعر الفصحى في اتحاد كتاب مصر.
– تم تكريمه من رابطة الأدب الإسلامي العالمية. – شارك في المهرجان الدولي للشعر والفنون وتم تكريمه.
– كرمته شعبة إتحاد الشعراء العرب، التابعة لجامعة الدول العربية، والعديد من المؤسسات الثقافية.
– شارك في تحكيم مهرجان “إبداع لمراكز الشباب في الشعر ” .
– تم اختياره عضوا في لجنة تحكيم الأعمال الشعرية للنشر الإقليمي. – أمين عام مؤتمر مهرجان الربيع الأدبي.
– شارك في العديد من المؤتمرات الثقافية والأدبية ونشر العديد من الأعمال في الصحف المصرية والعربية.
* مختارات من شعره :
—————————
فشاعرنا متخم بربقات إيمانية يتفاعل مع الأحداث فقد كتب عن الشخصية المحمدية بعنوان ( نفحات في ذكرى مولد المصطفى عليه الصلاة وأزكى السلام ) يتذكر فيها سيرته العطرة و دعوته المفعمة بالرحمة و العدل :
فِى رَحْـمِ أُمِّـهِ قًـــــــدْ تلألأ نُــورُهُُ
وَرَوَى البرايا من ضِيَاهُ ، فـلا ظَمِـي
وَهُـوَ الْجَنِينُ جَـناحُ أَمْـنٍ ضَمَّهـــا
أَرَأَيْتَ أُمًّــا فِـي جَنِيـنٍ تَحْتَمِــي؟
لَم تَشْكُ في حَمْلِ الضِّيَاءِ مَوَاجِعًـا
أَنْيَـابَ نَــــزْعٍ ، أُنشِبَـتْ بِحَلاقِـًــمِ
أَلَـمُ الْمَخَاضِ قَدِ اسْتَحَـى مَسًّـا لَهَـا
وغَــدَا نَعِيمــاً ، مِــنْ نَعِيــمِ المُنْعِـمِ
إِشْـرَاقُ مَوْلِـدِهِ الهِدَايـةُ لِلدُّنَـا
وزَوَالُ لَيْـلِ للضَّلِالـةِ مُظْلِــمِ
إِيـوَانُ كِسْـرَى قَدْ تَزَلْـزَلَ خَاضِعـاً
مَـاءُ السَّمَـاوَةِ غِيـضَ بَعْـدَ تَلاطُـمِ
نَارُالْمَجُوسِ بِنُـورِ نــُورِهِ أُخْمِــــدَتْ
قَشَـعَ الضَّلَالَ وسُحْبَ غَيٍّ غَائِـمِ
كُنْتَ الْيَتِيمَ بِلا ظِلالِ أُبُــوَّةٍ
آوَاكَ رَبُّكَ بِالْحَنَانٍ الأَرْحَمِ
قَدْ صًارَ يُتْمُكَ لِليتامى عِزََّّةً
مِنْ قَبْلُ كَانُوا فِى انْكِسَارِ الْمُرْغََمِ
رَبَّاكَ رَبُّكَ،وَاصْطَفَاكَ عَلَى الْوَرَى
جَمَعَ الْمَكَارِمَ فَيكَ خَيْرَ مُكَرَّمِ ٠
***
و يقول في قصيدة أخرى بعنوان ( مُـــــرِّي عَــلَـــى مُـهْـجَـتَــــي) يعانق الحب و الجمال بعد صمت و نسيان في مكاشفة :
مُـــــرِّي عَــلَـــى مُـهْـجَـتَــــي
رَيْـثًـــا بِـــــلا عَـجَـــــــــــــلِ
كَـــيْ يسْـتَـفِــيــق هَــــــــوًى
مَـــــأْوَاهُ فِـــــي الْـمُــقَــــــــلِ
قَلْــبِـــــي طُيُـــــــورُ ظَــمَـــــا
تَــاقَـــــتْ رُوَا الْـقُــبَــــــــــــل
والْعِــشْـــقُ وَحْـــــيُ سَــمَـــــا
فِـــــــي الـــرُّوحِ مِـــــــنْ أَزَلِ
مِــــنْ نَــبْــضِــــهِ اْنَـبَـثَـقــــتْ
عَـيْــــنُ الضِّـيَـــــا الـثًّــمِــــلِ
كَـــمْ تـُقْـــتُ كَـــأْسَ صـفَــــا
مِـــنْ كَـــوْثَـــــــرِ الْعَسَــــــلِ
إِنْ مِــــــــــــــــتُّ دُونَ رُوَا
فَـــــارْوِي ظَمـــــا طَلَـلِـــــي ٠
***
و نختم له بهذه القصيدة والتي بعنوان ( كوثر الحب ) حيث يقول فيها شاعرنا الراحل أحمد السلاموني الذي يبث مشاعره الصادقة و الرقيقة نحو الأم رمز الحنان :
أُمَّاهُ، أَنْتِ الْحُبُّ طُهْراً، يَرْتَوِي وَحْيَ السَّمَا
يَا كَوْثَراً، مِنْ رَحْمَةِ الرَّحْمَنِ شَعَّ تَرَحُّمَا
مِنْ نَبْضِ قَلْبِكِ قَدْ رَضَعْتُ الْحُبَّ يَسْرِي فِي الدِّما
وَحَمَلْتِنِي وَهْنَيْنِ، مَا يَوْماً شَكََوْتِ تَبَرُّمَا
وفَرَشْتِ لِي حِِضْناً وَثِيراً، بِالْْحَنَانِ مُنَمْنَمَا
وسَقَيْتِنِي نُورَ الْعُيُونِ، وَنَبْضَ قَلْبِكِ بَلْسَمَا
عَلَّمْتِنِي الْحَرْفَ الْنَّبِيَّ، أَضَاءَ دَرْباً مُظْلِمَا
وَإِذَا تَغَشَّانِي الْدُّجَى، وَأَضَلَّنِي لَيْلُ الْعَمَى
كُنْتِ الْهِدَايَةَ، لِي سِرَاجاً، كُنْتِ حِصْناً عَاصِمَا
وَتُرَشْرِشِينَ الْفَجْرَ بِالْكَفَّيْنِ فِي دَارِ الْحِمَى
تَرْقِينَنَا مِنْ شَرِّ عَيْنِ الحَاسِدِينَ، ومَنْ رَمَى
وطَعَامُنَا خُبْزُ الحَنَانِ، وَدَعْوَتَانِ إِلَى السَّمَا
وشَرَابُنَا الْحِضْنُ الطَّهُورُ، وقُبلتانِ من اللَّمَى
والثغرُ أشْرَقَ بَسْمَةً، شَمْساً تَحُومُ حَمَائِمَا
وَأُقَبِّلُ الْقَدَمَيْنِ – أُمِّي – كَىْ أَزِيدَ تَنَعُّما
فَأَشُمُّ رَيْحَانَ الْجِنَانِ يَضُوعُ ذِكْراً حَائِمَا
رَبَّاهُ فَارْحَمْ أُمَّ قَلْبِي، يَا كَرِيمُ تَكَرُّمَا
كَانَتْ بِنَا مَلَكاً رَحِيماً، كُنْ إِلَهِي أَرْحَمَا ٠
رحم الله شاعرنا الراحل أحمد السلاموني الذي عاش يحمل هموم الوطن و الإنسان و يغني للحب و الحياة إيمانا منه برسالة الشعر دائما ٠
و تخلده أعماله ااهادفة ليبقى بروحه في سجل الخالدين ٠