وجهة نظر تربوية ٠٠
بقلم السعيد عبدالعاطي مبارك
( الحلقة الثالثة )
تجنب الأ تعطي الطالب صفرا ً أحمر اً ٠٠!! ٠
و لا تهن طالباً في الطابور أو في الفصل و لا تدخل معه في صراع وندية فكل له طاقته و قدرته المسخرة ، و بالكلمة الطيبة تكسب القلوب و العقول ٠٠!!
و بعد أن انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي و الإعلام ظاهرة التصادم بين المعلم و الطالب – المدرسة و الأسرة – و توتر الواقع و تدخل كل بدلوه مؤيد و معارض لكلا الفرقين دون محاولة توضيح الأسباب ثم علاجها بجدية ٠٠
مما دفعني لكتابة بضعة مقالات في هذا المضمار للمحافظة على رسالة العلم من منظور تربوي و تحسين صورة المعلم و المتعلم داخل منظومة التربية و التعليم في علاقة ثنائية أب و ابن دون توتر و تأجيج هوة الخلاف و الاختلاف على مسرح الحدث التعليمي ٠٠
و من ثم في البداية نقول :
اعلم أن التدريس ليس مجرد أي مهنة بل رسالة سامية تستمدها من إرث النبوة ٠٠
فطلب العلم فريضة مقدسة تمحو الظلام و الجهل و تفجر طاقة النور في طريق الحياة ٠٠
فحاول أن لا تعنف تلميذا في الطابور و لا في الفصل و لا حتى في الملعب ، تحت أي مظلة تبرير مهما كان فعل الطالب السلبي ورد إدارة المدرسة على مستوى أفراد القيادية الإدارية و الفنية مستخدما وسائل و اساليب للزجر و التأديب المتنوع و الثواب و العقاب بشتى صوره و أشكاله المادية و المعنوية هكذا ٠٠
لأنه مازال في مرحلة مراهقة و نقد لكل سلطة في البيت و المدرسة ، و يمر بتحولات و بأطوار تمرد مستمر على كافة مستوى قوالب الحياة هكذا ٠٠
و من خلال تجربتي مع فن التدريس و المعاملة و المراقبة اليومية له في كل مكان ٠٠
يريد كلمة طيبة و توجيه حسن من باب الأبوة و الحب و التفاعل حتى يشعر بالود في مصارحة و مكاشفة فتكون أنت المثل و القدوة عند الطالب فيحب مادتك و المدرسة و يحاول أن يكتسب شخصيتك و يقلدها حبا و كرامة قولا و فعلا اقتضاء ً ٠٠
فالنصحة في الملأ فضيحة و تسبب عقدة نفسية و نفور اجتماعي و عزلة و تترك أثر ضار ينعكس على الفرد و المجتمع مستقبلا و ربما يتسرب من المدرسة لتلك المواقف المتكررة ٠٠
كنا زمان ننضرب و ننال أشد العبارات من خلال أسلوب التوبيخ و تمزيق الكراسات و كتابة أسوأ العبارات ، أضف إلى عزلته في الفصل و عدم مشاركته في حصة التربية الرياضية و الإذاعة بل و الرحلات و في كثير من الأنشطة أيضا ٠
و هذا كان حال تقبل الأسرة والمجتمع و كان السيمة الأساسية في الآداب و التعامل ٠٠
الآن تغيرت أساليب و نمط التربية أمام المستجدات و الإعلام و النت و ثورة المعلومات و الطلاب يتمردون على الآباء و الأسرة و الشارع و الجامع و المدرسة و على كل شيء رفض ممنهج و تقليد ٠٠
مع غياب رسالة المعلم و نقص و عجز هيئة التدريس و انتشار ظاهرة الدروس و اصطحاب الهواتف طالب و معلم في ندية و الكل يتجاوز ذلك داخل الحصة و عدم تطبيق الإرشادات ٠٠
و من هنا أقول للزملاء في حقل التربية و التعليم لابد أن نتحلى بالقيم و التهذيب و التدريب في فن التعامل و العلاقات ٠٠٠
أكرر حاول من جديد مرات و مرات في هذه الفترة الصعبة :
فلا تعنف طالبا مهما كانت المواقف و هذا يكون بينك و بينه حتى لا تسبب له حرجا و عُقدة فيتحول إلى عنصر فاسد ٠٠
لا تعطيه صفرا قط بل درجة و عبارة تحفيز و دفع إلى الأمل فهذا طوق نجاة ٠٠
و أقل له حاول تجيب على اي نقطة من جديد و نقل الحل و تعيد تصحيحه كعلاج ٠
لا تكلمه مباشرة مقصودة في توبيخ و توجيه ذاتي أمام الزملاء و المعلمين بل يكون هذا عام بأسلوب محبب عن قص الشعر و الملابس و الكلام اللين و الرفق في التعامل دقيقة قبل الشرح و دور الإذاعة المدرسية و حصة الدين ٠
البُعد عن الالتحام و تعمد الإساءة و الخصومة و الزجر و تقريب طلاب بعينها عليه نكاية في ذاته و إهانته المستمرة حتى يمل و يكون الرد غير متوقع ٠٠
حاول دمج هذه الأنماط من التلاميذ و الطلاب في المشهد بصورة تربوية عادلة لا استخدام العنتريات و الاستعانة بالاخصائي النفسي و الاجتماعي و مدرس التربية الاسلامية و الكوادر التربوية و النظريات الحديثة ٠٠
و هذا يتحقق دون تفريق فكلهم أولادنا و مستوى العقول متفاوتة مهما حاولنا العلاج فهذه المُسلمات الطبيعية بالتأكيد نتعامل مع كل فرد على حد حسب القدرات و الميول و حب مادة على مادة في التكوين ٠
و كنا لا نعزل طالبا لا في حصة و لا لعب و لا نعنفه و لا نذنبه بل نشاركه في اللعب و الأنشطة وداخل الفصل و لو نسى بعض أدواته و كتبه نسمح له بالتبادل مع زملائه حتى لا يشعر بذلك و لو كان هناك موقف ما مع أسرته خارج و داخل المدرسة ٠٠
فالمواقف الطيبة و التربوية جديرة بتصليح أي خلل و غرس المبادىء السوية من جديد لا تصفية حسابات و لا رغبة ورهبة في الدروس الخصوصية تضيقا ٠٠
و أخيرا المدرس أسلوب و فن تعامل و منظومة قيم قبل المادة و الشرح و التعليم التخصصي للمواد بأنواعها فعملية الإصلاح تحتاج جهود و صبر جميل حتى تحقق ثمرتها المرجوة دائما ٠
و للحديث بقية إن شاء الله ٠
و على الله قصد السبيل ٠