هل يجب أن تكون روسيا شريكنا العسكري المفضل؟
بقلم / أيمن بحر
فى خضم التغيرات المتسارعة على الساحة الدولية، يبرز سؤال استراتيجى يفرض نفسه: هل ينبغى أن تكون روسيا شريكنا العسكرى المفضل؟
روسيا، باعتبارها قوة عظمى تمتلك ترسانة عسكرية هائلة وخبرة طويلة فى الصناعات الدفاعية، تمثل خياراً محورياً لأى دولة تبحث عن شريك قادر على تعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية. فالتجربة الروسية فى مجالات التسليح سواء أنظمة الدفاع الجوى أو التكنولوجيا الصاروخية جعلتها منافساً رئيسياً للولايات المتحدة فى سوق السلاح العالمى.
لكن المسألة لا تتعلق فقط بالكفاءة العسكرية بل ترتبط أيضاً بالتحالفات السياسية والاقتصادية. فاختيار روسيا شريكاً عسكرياً يعني ضمنياً الميل إلى معسكر جيوسياسى قد يضعنا فى مواجهة مع الغرب وهو ما قد يترتب عليه ضغوط اقتصادية وسياسية كبيرة. في المقابل، فإن الشراكة مع موسكو قد تمنحنا قدراً من الاستقلالية عن النفوذ الغربى وتفتح لنا أبواباً جديدة فى التعاون العسكرى والتكنولوجي.
إن الموازنة بين المصلحة الوطنية ومتطلبات الأمن القومى هى الفيصل فى هذا القرار. فلا يمكن النظر إلى روسيا بمعزل عن التغيرات الدولية الكبرى، ولا عن طبيعة علاقاتها المعقدة مع حلف الناتو والولايات المتحدة. لذا، فإن جعل روسيا الشريك العسكرى المفضل يتطلب حسابات دقيقة توازن بين الفوائد والمخاطر، وبين الحاجة إلى تنويع مصادر السلاح وتجنب الاعتماد على طرف واحد.
فى النهاية السؤال لا يتعلق فقط بروسيا، بل باستراتيجيتنا الشاملة: هل نريد أن نكون في موقع التابع لأحد المعسكرين أم أن نُحسن إدارة التوازن بين الشرق والغرب بما يحقق مصلحة بلادنا العليا؟