هكذا الحال… فلا عجب ولا استغراب
بقلم/ أيمن بحر
لا تنزعج إن خالفك أحدهم فى نقاش أو رأي، فذلك ليس ضعفًا منك ولا تقصيرًا منهم، بل هو انعكاس طبيعي لاختلاف العقول والطباع. فمنذ بداية الخلق، لم يجمع البشر على رأى واحد ولم تتشابه قلوبهم أو طرائق تفكيرهم. لكل إنسان زاوية ينظر منها إلى الحياة، ولكل عقلٍ بصمته التي تميّزه عن غيره.
الأفكار مختلفة، والقول متنوع والنفوس بطبيعتها متباينة وهذا هو سر ثراء الإنسانية وتقدمها. فلو اجتمع الناس جميعًا على فكرة واحدة لفقدت الحياة معناها، وضاعت قيمة الحوار، وجفّت ينابيع الإبداع.
الحكمة ليست فى أن يُطابقك الآخرون بل في أن تتسع صدورنا لسماعهم وأن نتحلّى بفضيلة الإنصات قبل الجدال. فالاختلاف لا يعني العداء وإنما قد يكون بابًا لفهمٍ أعمق ورؤيةٍ أوسع. يقولون قديمًا: كل رأس بما فيه وما العقول إلا حدائق، لكل منها ثمارها وألوانها الخاصة.
ومن هنا، لا عجب ولا استغراب إذا وجدت من يخالفك فالتباين هو قانون الحياة والحوار هو وسيلة الارتقاء. المهم أن يظل النقاش محكومًا بالاحترام وأن يكون الهدف هو الوصول للحقيقة لا مجرد الانتصار بالرأي.
فلنقبل اختلافنا، ما دامت القلوب صافية والنوايا خيّرة ولنتذكر أن التنوع يغنى التجارب، وأن الخلاف لا يفسد للود قضية، بل قد يفتح بابًا لصداقة أعمق أو تعاون أنفع.
هكذا الحال… فلا عجب ولا استغراب.