كتبت:هبة إسماعيل
في زمن تزداد فيه الهالة حول الألقاب والمناصب، يبقى السؤال الأهم:
هل تصنع المناصب الأشخاص؟ أم أن الأشخاص هم من يصنعون قيمة المناصب؟
الواقع يُثبت أن الكرسي لا يمنح القيمة، بل الأثر هو ما يُعطي المنصب معناه.
ففي كل مؤسسة أو موقع، لا تُقاس الهيبة بحجم المنصب، بل بحجم التأثير.
وهنا يبرز الفارق الجوهري:
هل أضفت قيمة حقيقية؟ أم اكتفيت بحمل المسمى؟
الشخص هو من يُنضج الدور، ويحوّله من مهمة وظيفية إلى بصمة لا تُنسى.
قد ترى موظفًا بسيطًا بحضور مؤثر، ومساعٍ ملموسة،
وفي المقابل، من يحتل منصبًا مرموقًا لا يتجاوز وجوده حدود الصورة أو التوقيع.
الشخص الإيجابي يبث الحياة في أي موقع،
أما السلبي، فيترك حتى المناصب الرفيعة خاوية من الروح والتأثير.
وهنا تزداد خطورة الظاهرة المستحدثة:
أن يسعى البعض لشراء المناصب، ظنًا أن المنصب سيمنحه القيمة التي لم يحققها لشخصه.
فقد يركّز المرء عمره على جمع المال، دون أن يصنع لنفسه أثرًا أو حضورًا،
ثم يدفع هذا المال لاحقًا للحصول على منصب، في محاولة لتعويض القيمة المفقودة.
لكن الحقيقة واضحة:
قد تصل إلى المنصب… لكنك لن تصل إلى القيمة ما لم تصنعها أنت.
القيمة لا تُشترى، ولا تُمنح… بل تُكتسب بالعلم، والخبرة، والنية الصادقة في العمل.
المنصب فرصة… أما البصمة، فهي قرار.
اصنع مكانك حيثما كنت، ودَع أثرك يسبق اسمك،
فالناس لا تذكر المناصب… بل تذكر من أعطاها المعنى.
الأثر لا يُشترى… بل يُصنع.
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 