كتبت: هبة إسماعيل

في مقالٍ سابق، تحدّثنا عن مشهدٍ سياسي يتكرّر في كل استحقاق انتخابي،
غضب داخل الأحزاب وخارجها، وشعور بأن المال السياسي يزاحم الكفاءة،
وأن وجوهًا لها تاريخ حقيقي يتم استبعادها لصالح مرشحين بلا حضور أو جذور في الشارع.
اليوم، ومع تدخل رئيس الجمهورية وضبط ما شاب العملية الانتخابية من تجاوزات وشبهات، يبدو واضحًا أن ما جرى لم يُعتبر “تفصيلة عابرة”، بل أزمة تستحق أن يتدخل رأس الدولة بنفسه لوضع حدّ لها.
من الغضب إلى تحمّل المسؤولية
الاستقالات، بيانات الغضب، والاعتراضات الواسعة لم تكن مجرد انفعال.
كانت رسالة صريحة تقول إن طريقة الاختيار مختلّة، وأن شعور العدالة مهدّد.
قرار الرئيس بإعادة النظر، ومتابعة ما أثير من شكاوى وملفات، أعاد تعريف “الاستقرار”:
ليس استقرارًا يقوم على كتمان الغضب، بل على الاعتراف بالمشكلة ومحاولة تصحيحها.
كسر “عرف” التطبيع مع الخطأ
خطر المشهد السابق لم يكن في وقوع الخطأ فقط، بل في تحويله إلى “عرف حزبي” مقبول.
اليوم، يتدخل الرئيس ليقول إن ما حدث لا يجوز أن يمرّ كأمرٍ طبيعي،
وأن شرعية أي برلمان لن تُبنى على صفقات مغلقة أو هيمنة المال السياسي،
بل على شعور الناس بأن أصواتهم محترمة، وأن المنافسة عادلة.
تدخّل الرئيس خطوة مهمة، لكنها ليست كافية وحدها.
الكرة الآن في ملعب:
الهيئة الوطنية للانتخابات: بتطبيق صارم وواضح للقانون والطعون.
الأحزاب السياسية: بمراجعة معايير اختيار مرشحيها، وإعادة الاعتبار للكفاءات ذات الحضور الحقيقي في الشارع.
المرشحين: بإدراك أن المقعد النيابي مسؤولية لا مجرد وجاهة أو نفوذ.
قرار الرئيس يعيد فتح الباب أمام إصلاح سياسي جاد
قائم على:
معايير معلنة، تمثيل عادل، شفافية تعيد الثقة للمشهد
لا على توازنات لحظية أو حسابات ضيقة.
الأمل اليوم أن يكون هذا التدخل الرئاسي بداية لقاعدة جديدة في كل استحقاق قادم:
أن إرادة الناس هي الأصل،
وأن احترامها هو مسؤولية الدولة والأحزاب… معًا
جريدة الوطن الاكبر الوطن الاكبر ::: نبض واحد من المحيط الى الخليج .. اخبارية — سياسية – اقتصادية – ثقافية – شاملة… نبض واحد من المحيط الى الخليج 