أخبار عاجلة
Oplus_16908288

“من لغة الجسد إلى لغة الروح : كيف يصنع الذكاء الاجتماعي مستقبل الإنسان. ويعيد تعريف النجاح؟”

“من لغة الجسد إلى لغة الروح : كيف يصنع الذكاء الاجتماعي مستقبل الإنسان. ويعيد تعريف النجاح؟”

بقلم / الكاتب أحمد فارس 

 

حين نتأمل في واقع الحياة اليومية، نجد أن كثيرين يظنون أن الذكاء العقلي والتحصيل الدراسي وحدهما كفيلان بفتح أبواب النجاح. لكن الحقيقة أعمق وأكثر تعقيداً. فالنجاح لا يُبنى فقط بالدرجات والشهادات، بل يحتاج الإنسان إلى نوع آخر من الذكاء، أكثر دقة وأشد تأثيراً: الذكاء الاجتماعي. 

 

الذكاء الاجتماعي ليس مجرد مهارة في الكلام، ولا براعة في إلقاء الخطابات، بل هو القدرة على فهم الناس بعمق، قراءة مشاعرهم، الإصغاء إليهم جيدآ ، والتفاعل مع مواقفهم المختلفة بحسّ إنساني راقٍ. إن الفرد الذي يمتلك هذه القدرة يستطيع أن يبني علاقات متينة قائمة على الثقة والاحترام علي المدي الطويل ، سواء داخل أسرته، أو مع أصدقائه، أو في مكان عمله. 

 

في بيئة العمل مثلاً، نجد . الموظف الذي يفتقر إلى الذكاء الاجتماعي قد يمتلك أفكاراً عظيمة، لكنه يعجز عن إقناع زملائه بها، بينما آخر يتمتع بهذه الملكة يستطيع أن يحوّل فكرته إلى مشروع جماعي ناجح. أما القائد الذي يملك الذكاء الاجتماعي، فإنه يعرف كيف يحفّز فريقه، يوزّع المهام بعدل، ويحل الخلافات بروح من الحكمة والتفاهم. مثل هذا القائد يرى في الاختلاف فرصة للتقارب لا سبباً للصراع. 

 

الأمر لا يتوقف عند حدود العمل. فالتواصل الفعّال مع الآخرين يمنح الإنسان شعوراً بالقبول والاحترام المتبادل معآ ، ويعزز ثقته بنفسه، ليواصل مسيرته بلا خوف. ولهذا، ليس غريباً أن نجد أن قادة تاريخيين مثل ( نيلسون مانديلا _ ومارتن لوثر كينغ ) قد صنعوا إنجازاتهم العظيمة بفضل ذكائهم الاجتماعي، إذ لم يخاطبوا العقول فقط، بل لامسوا القلوب، وبنوا جسور الثقة مع شعوبهم. 

 

في الجامعات أيضاً : نلاحظ الطالب الذي يمتلك ذكاء اجتماعياً يستطيع تكوين شبكة أصدقاء تدعمه في الدراسة وتفتح له آفاق المستقبل، بينما زميله المنعزل يظل أسيراً للوحدة والخذلان. 

 

اذن الذكاء الاجتماعي ليس ترفاً ولا موهبة جانبية، بل هو المفتاح الخفي للنجاح الإنساني. من يفتقده قد يجد نفسه وحيداً مهما جمع من معارف أو مهارات. 

 

رسالتي إليكم جميعًا : علّموا أبناءكم فن الاستماع، درّبوا طلابكم على الحوار، شجّعوا زملاءكم على التعاون، وكونوا أنتم القدوة في بناء الثقة.

فالإنسان الناجح ليس فقط من يعرف كيف يفكر، بل من يعرف كيف يتواصل ويتفاعل، ويحوّل وجوده إلى قوة إيجابية تُلهم وتُحترم، حاضراً ومستقبلاً.

شاهد أيضاً

مصر تعرب عن تقديرها لبيان حمـاس رداً على خطة الرئيس ترامب

مصر تعرب عن تقديرها لبيان حمـاس رداً على خطة الرئيس ترامب   كتب/ أيمن بحر …