أخبار عاجلة
Oplus_16908288

“من التسلية إلى التهديد: لماذا اعتبرت PUBG وFortnite عدوًا خفيًا يستحق الحظر؟”

“من التسلية إلى التهديد: لماذا اعتبرت PUBG وFortnite عدوًا خفيًا يستحق الحظر؟”

بقلم / الكاتب أحمد فارس 

 

حين يُترك الأطفال في مواجهة عوالم افتراضية مليئة بالعنف والإدمان، علينا أن نسأل: من المستفيد؟ ومن يدفع الثمن؟ إن ما يحدث اليوم مع ألعاب مثل ببجي وفورتنايت ليس مجرد تسلية بريئة، بل هو مشروع تجاري ضخم يحاصر عقول أبنائنا، يسرق وقتهم، ويغرس فيهم أن القتل والدمار مجرد لعبة عابرة. 

 

لقد شاهدنا دولاً عربية كالعراق والإمارات تتحرك لحظر هذه الألعاب بعد أن رأت حجم الكارثة. البرلمان العراقي لم يتردد في وصفها بأنها ألعاب “تحرض على العنف”. أما الإمارات، فصوت أعضاؤها ضدها باعتبارها تهديداً مباشراً للشباب. وإذا كانت الحكومات قد أدركت الخطر، فلماذا يتأخر وعي المجتمع؟ 

 

المشكلة لا تتوقف عند العنف وحده. الإدمان هو الوجه الآخر للعملة. أطفال يقضون ست ساعات أو أكثر متصلين باللعبة، يتركون كتبهم، يهملون دراستهم، وينعزلون عن أسرهم. هذا ليس لعباً، بل استعباداً رقمياً منظمًا. أما الأشد خطورة فهو ما تمسّه هذه الألعاب من مقدسات وقيم. تريد زعزعتها وهدم قيمها. لم تكن فتوى الأزهر الشريف ضد فورتنايت إلا جرس إنذار على أن هناك محتوى يتعارض مع ثقافتنا الدينية والأخلاقية. 

 

فوق ذلك، تزرع هذه الألعاب العنف اللفظي والتنمر بين اللاعبين، كأنها مختبر صغير يُدرّب جيلاً على الكراهية بدل الاحترام. 

 

هنا يعلو صوتي : ماذا نفعل؟ هل نكتفي بالصراخ؟ لا. على الآباء أن يراقبوا، وعلى المدارس أن توعي، وعلى المجتمعات أن توفر بدائل حقيقية لذلك: ألعاب تعليمية، نشاطات رياضية، ومجالات إبداعية. أطفالنا ليسوا أرقاماً في جيوب شركات الألعاب العالمية، إنهم مستقبل أمة بأكملها. 

 

أخيرا : الصمت لم يعد خياراً. ترك الأطفال رهائن لهذه العوالم الرقمية هو خيانة للأمانة، وجريمة في حق المستقبل…،

شاهد أيضاً

السودان بين أزمات الداخل وتقاطعات الإقليم.. شعب يواجه حربًا مفتوحة

السودان بين أزمات الداخل وتقاطعات الإقليم.. شعب يواجه حربًا مفتوحة   بقلم/ أيمن بحر لا …