من الأدب الإماراتي النسائي المعاصر ٠٠٠ !!
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد مصر
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
« قيامة الآخرين »
الكاتبة و الروائية الإماراتية المهندسة إيمان اليوسف ١٩٨٧ م – أنمودج ٠
” أفضل الرواية التي تضيف لي ولثقافتي الجديد ” ٠
” نحن بحاجة إلى اكتساب القدرة على الابتكار وسرعة التأقلم والتكيف. أن نتغلب على الإنسان الآلي، وأن نسيطر في مساحة الذكاء التي لن يصلها الذكاء الاصطناعي ” ٠
إيمان اليوسف
٠٠٠٠٠
إن الأدب العربي يحتوي على القيم و الأخلاق و الفكر و الوجدان و يعكس المشاعر الاجتماعية نحو النفس و الآخرين و البيئة معا ٠
و الأدب الإماراتي جزء أصيل من أدب الخليج العربي الذي يذخر بعصور الأدب العربي من المحيط للخليج ليكون الشخصية العربية بكل مقوماتها من خلال عملية الإبداع الفني ٠
و من ثم لا نغفل ( مؤسسة سلطان العويس ) التي بمثابة مرايا لفنون الآداب و الثقافة التنويرية من نتاج هذا الإنسان الذي يتفاعل مع البيئة ٠٠
في كل جنس أدبي: شعر نثر قصة رواية مسرحية مقالة دراسات سرد ٠٠ الخ ٠
وقد برزت أسماء كثيرة في هذا المجال من النوعين الذكور والإناث في مشاركة حقيقية و فعالة عملية تأثير مباشر في تشكيل ملامح هذا الوطن برؤية كاشفة ٠
و ها نحن نتوقف مع الكاتبة و الروائية( المهندسة / إيمان اليوسف ) ٠
* نشأتها :
=======
نشأت الكاتبة و الروائية و المهندسة الإماراتية إيمان اليوسف، في دولة الإمارات العربية عام ١٩٨٧م ٠
تخرجت في الجامعة الأمريكية في الشارقة.
تعمل مهندسة كيميائية ومدربة جرافولوجي ٠
كما حصلت على دبلوم الدبلوماسية الثقافية في عام 2017 من برلين.
ثم شهادة الماجستير في إدارة المعرفة من جامعة الأمريكية في الإمارات ٠
عضو إداري اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
* مؤلفاتها :
========
صدر لها أكثر من ثلاث روايات وثلاث مجموعات قصصية منها :
«طائر في حوض الأسماك»، و«وجوه إنسان»، و«بيض عيون».
وفي عام 2016، تم تحويل قصتها القصيرة «أنا أبريق الشاي» والتي هي ضمن مجموعتها القصصية «بيض عيون» إلى عمل مسرحي يمثل الإمارات والذي عُرض في مهرجان الفن والأدب الخليجي الخامس. وفي نفس العام، فازت روايتها «حارس الشمس» على جائزة الإمارات للرواية. كما أنها في عام 2015 أصدرت كتابا فيه مناقشة أدبية تناول حوارا افتراضيا مع عدد من الكاتبات الإماراتيات حول القضايا النسوية والأدب والمرأة تحت اسم «خبز وحبر».
و من القصص القصيرة :
وجوه إنسان
طائر في حوض السمك، 2014
بيض عيون
أنا أبريق الشاي
روايات
النافذة التي أبصرت، 2014
حارس الشمس، 2015
قيامة الآخرين، 2019
فليم قصير غافة، 2017 م ٠
* الجوائز :
=======
حازت على جائزة الإمارات للرواية في عام 2016 م ٠
* مع مشوارها الأدبي:
==============
تعتبر اليوسف أول كاتبة إماراتية تكتب فيلم إماراتي قصير نسائي ونسوي بإسم «غافة» من إخراج عائشة الزعابي والذي تم عرضه في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2017.
كما أنها تعد الأولى من الإمارات العربية المتحدة التي تم اختيارها من قبل جامعة أيوا في الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على الزمالة في الكتابة الإبداعية.
تكتب اليوسف زاوية أدبية شهرية في مجلة الإمارات الثقافية بعنوان «تحت الحبر» وزاوية أسبوعية في صحيفة «الرؤية» الإماراتية باسم «مرأة القلم».
شاركت اليوسف في العديد من المناسبات والمهرجانات الثقافية والأدبية خلال السنوات الماضية منها مهرجان طيران الإمارات للآداب وقد مثلت دولة الإمارات في العديد من البلدان منها إسبانيا، وفرنسا، والقاهرة، وبرلين وغيرهم.
* تأملات في رواية قيامة الآخرين ٠٠
==============
حيث تقول إيمان اليوسف:
أردت لروايتي أن ترتكب الحياة.
«قيامة الآخرين» تطرح جملة أسئلة وجودية من أهمها ثنائية الموت والحياة عبر سلسلة من الأحداث الغامضة التي تبدأ حين تجد ميعاد بطلة الرواية نفسها تودع زوجها وولديها إلى أجل غير معلوم، ولتجد نفسها فجأة أمام مرضٍ نفسي يُعيد ترتيب جميع الأحداث والوجوه والأسئلة في حياتها. هو تيه وجودي نعيشه جميعاً أطرحه بطريقة سيكولوجية مشوقة، تبدأ بحقيقة وجودية بسيطة، وهي الوجود الأول والنار والقدر.
و قد عملت في هذا العمل تحت عنوان «قيامة الآخرين»، والتي تُعد من أوائل الروايات في أدب العبث في المشهد الثقافي والأدبي العربي، و من ثم تم تجسيد هذه الشخصية – ميعاد – التي تصارع الأحداث في عفوية نحو نظرات فلسفية نفسية متقلبة ٠
و عندما ننظر في مشاهد الرواية نجدها قطع نثرية أقرب إلى الشعر التمثيلي مطرزة بلغة بسيطة و صور جديدة و إيقاعات شجية وربط بين القديم و الحديث في قناعة و قبول للتطور مع بعض التحفظات فجاءت الرواية معبرة عن ذاكرة تحمل فيوضات من عبقرية الوادي وسط خضم الصراعات ٠٠
و من ثم يتسلسل سرد فصول الرواية في تساؤلات منطقية على لسانها في نوبة هذيان.
و قد أفلحت بطلتها ( ميعاد ) في تقمص الشخصية في بناء محكم، و لَمَ لا و هى الراوي الذي يحكي ما تشاهده بلسان امرأة محطمة تنتظر بارقة أمل تلوح في دربها من جديد حيث تناسق المشاهد بين الكلمة و الصورة تناغم ومزج يؤكد لنا نمو وتطور الرواية بكل مكونات عناصرها الفنية و الاجتماعية تحليلا نفسيا حتى النهاية ٠
هذه كانت إطلالة سريعة على حالة الأدب النسائي الإماراتي من خلال أنموذج للكاتبة و الروائية المهندسة إيمان اليوسف التي لها خصوصياتها الأدبية و الثقافية المتنوعة مع دراستها العلمية وتوظيف الموروث في رؤية ورمزية تكشف لنا جذور هذا المجتمع مع روح الحداثة في تلاقي متأصل دائما ٠