مقاومة الإدمان الحقيقي لدي الأطفال

مقاومة الإدمان الحقيقي لدي الأطفال

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين أذن أن ترفع بيوته وأشهد أن لا إله إلا الله القائل “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله حث على إبعاد بيوت الله عن غير ما بنيت له، فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد اعلموا يا عباد الله أنه ما خلق الله تعالي أمة وضيّع أرزاقها، وما أوجد الله جيلا ونسي أرزاقهم وأقواتهم ولكن العباد يبغي بعضهم على بعض، ويسطو بعضهم على أرزاق بعض، ويحرم بعضهم رزقه بسبب بعده عن التقوى، وبسبب معصيته وذنوبه ” وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه” ومن تأمل كتاب الله وجد ما لا يحصى من ثمار التقوى، وما أجمل التقوى في واقعة حصلت في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في امرأة سافر زوجها إلى الجهاد. 

 

وأبطأ عنها وتأخر، وكان عمر خليفة رسول الله صلي الله عليه وسلم أمير المؤمنين وكان يجوب الأسواق ليلا، يستمع وينصت إلى حوائج الضّعفة والمساكين، فسمع امرأة تناجي نفسها، وتقول تطاول هذا الليل واسودّ جانبه وأرّقها أن لا خليل تداعبه، فوالله لولا الله تخشى محارمه، لحُرّك من هذا السرير جوانبه، فسأل عمر رضي الله عنه عن هذه المرأة، وسأل قبل ذلك ابنته حفصة ، وأجابته وقالت ” يا أمير المؤمنين ألم تقرأ كتاب الله جل وعلا؟ وفهم من ذلك ألا يتأخر الرجل عن زوجته أكثر من ستة أشهر، ثم بعد ذلك أمر أن يُرد زوجها إليها، ولكن العبرة في حال هذه المرأة التي لا رقيب عليها سوى الله، ولا حسيب لها سوى التقوى، زوجها بعيد، والليل مظلم، وما ردها عن المعصية إلا تقوى الله ومخافة عذابه، وتلك الأخرى التي سمعهما عمر رضي الله عنه. 

 

إذ امرأة تقول لابنتها يا ابنتي امذقي أو امزجي اللبن بالماء، قالت وأين أنت يا أماه من عمر ؟ قالت إن عمر لا يرانا، فقالت تلك الصغيرة البريئة “ولكن رب عمر يرانا” وهكذا كانت منزلة التقوى في قلوب كثير من العباد، إذ تزينت لهم المعاصي، وتهيأت لهم المنكرات، تجافوا عنها وابتعدوا، وخافوا من ربهم سبحانه، وللوصول إلي درجات التقوي، ينبغي علينا جميعا مقاومة الإدمان، فإن إدمان الأطفال خصوصا على شاشة التلفاز يحرم الطفل من التواصل والتفاعل مع أسرته ويفصله عن الواقع والقيم والتقاليد ويكون بذلك جوا قد يجعله يستنشق التفرد والانطواء ومن هنا ينبغي أن نجعل توجه أطفالنا لشاشة التلفاز لبرامج معينة في أوقات محددة يتبعها جدولا من الأنشطة الحركية والأدوار التربوية التي يجدونها من الأسرة لأن الإدمان من الطفل للبرامج التلفازية يجعله يتمرد على أوامر والديه.

 

ويفقده التفوق في دراسته وما لمسته من معايشة طلاب المرحلة الابتدائية في سنة من السنوات، وجدت أن بعضهم يجلس على الشاشة حتى بعد منتصف الليل ويظهر نتاج ذلك سلبا على نشاطهم وتفوقهم الدراسي، وكما مطلوب منا جميعا مراعاة القدوة الحسنة للأطفال، فإن شخصيات الأطفال تعتمد في تنشئتها على سلوك وأفعال الأبوين وحينما نشارك في إكساب الطفل قدرا من المعاني والأفعال المعبرة فإن ذلك يكون حصنا منيعا له حينما يجد مخالفة ذلك من قبل التلفاز وعندما نشاركهم في الجلوس معه على التلفاز فإنه ينبغي أن لا نترك المواقف والمشاهد من غير تعليق لأنه يمر بنا مواقف عدة في وجود الأطفال، والطفل ينتظر منا الموقف أو التعليق ولذلك فإن مصاحبة الوالدين للأطفال والجلوس معهم أثناء المشاهدة لتنبيههم إلى السلوكيات الخاطئة.

 

فيما يشاهدون من كذب وتحايل وعنف وسرقة وإنحراف وتدخين، وتصحيح مفاهيمهم عن الشخصيات التى تعرض لهم بصورة جذابة تحول المدخنين أو تجار المخدرات إلى نماذج قدوة لدى الأطفال، فلذلك لا بد من مراجعة سلوكياتهم أولا بأول لتصحيح أى إعوجاج أو تقويم أى خطأ يمكن أن يكتسبه الطفل حال المشاهدة، وإن المحقق المنصف يرى أن الأسرة محطمة عند غير المسلمين وحينما جاء الإسلام حرص أشد الحرص على إرساء وتثبيت الأسرة والمحافظة عليها مما يؤذيها، والمحافظة على تماسكها مع إعطاء كل فرد من الأسرة دورا مهما في حياته لانها لبنة المجتمع وقوامه، ولقد أكد الإسلام على مبدء الزواج وتكوين الأسرة، وجعلها من أجل الأعمال ومن سنن المرسلين، كما قال صلى الله عليه وسلم ” لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني” رواه البخاري ومسلم.

شاهد أيضاً

بروتوكولات آل صهيون

بروتوكولات آل صهيون بقلم الأديب المصرى  د. طارق رضوان جمعة    هناك قرابة حميمة بينك …

” أنا وقيس وعنترة “

” أنا وقيس وعنترة “ ‘ ثلاثة مجانين وأنثى لا تُرى ‘ (الخشبة مظلمة . …