بقلم الشاعرعبد الله ضراب الجزائري
***
الى القدس السّليبة في زمن الخذلان والخيانة
***
يا قدسُ معذرةً فإنّنا عَفَنُ … قد دكَّ نخوتَنا الإفلاسُ والوهَنُ
أيّامُنا غرُبت فالليلُ يسجنُنا … الحقدُ مزّقنا والكُرْهُ والفِتنُ
لم تبقَ في زمن الخذلان مكرمة … الذلُّ هام بنا والعزُّ مُرتهنُ
والأمّة انتكست ْ في الذّبح مرغمة … ما في مدائننا أمنٌ ولا سَكَنُ
أضحى التَّديُّنُ في أفهمانا شغَباً … والنّاسُ في زمن البلوى بنا فُتِنُوا
غدرُ الذّوائب بالأحقاد دمّرنا … لم ينجُ يا أسفي شامٌ ولا يَمَنُ
غدرُ الملوك عبيدِ الرُّوم منتفخٌ … يشقى به الخلقُ والإسلام والوطنُ
يا قدسُ معذرة ًغابَ الرِّجالُ وما … في سادةِ القوم مَنْ يُرجى ويُؤتمَنُ
حادوا عن الذِّكرِ لم يرعوْا عقيدتَنا … إلى الخيانة والأعداء قد ركَنُوا
باعوا القضيَّة بالأوهام ويحهمو … واستسهلوا الذلَّ ، في رَدْم الونى دُفِنُوا
تبًّا لهم من ملوكٍ أو شيوخ رَدَى … أحوالُهمُهم سفَهٌ تدبيرُهم مِحَنُ
قد دنَّسوا الدِّين بالأرزاء وانبطحوا … هُمُ الحثالة بين النَّاس والعَفَنُ
يا من تلومُ على شعرٍ أبوح به… قلبي تلَظّى شواهُ القهرُ والحَزَنُ
لكنَّ وجدي بيوم النَّصرمُكتملٌ… النّصر آتٍ.. فلا تاسوا ولا تَهِنُوا
