أخبار عاجلة

«مشاعر تتحدث»

«مشاعر تتحدث»

بقلمي: نجلاء محجوب

قررت في أخر مشادة بيننا، أن تنتهي علاقتي به للأبد، لم اكن اعلم وقتها انني اهدم كيانًا رَاسِخًا داخلي من مشاعر الحب والطمأنينة والأمان، واننى سأفتقد قلب كان يسكن داخلي، وكان السبب الرئيسي في كل ما حدث هو حضوره غَائِبًا، وهذا تسبب في شرخ عميق وتصدع في علاقتنا صَعُب ترميمه، لأنه لم يعد يشاركني في امور ضرورية، وقرارات تخص الأولاد، فصارحته برغبتي في الانفصال، فأستجاب لطلبي، ولم يطلب مني ان ننتظر حتي نهدأ، ونعيد النقاش في هدوء، مثل كل مرة، فقد كان وقتها يمر بضغوط في العمل، وانشغاله عني وعن مشكلات هامة في البيت جعلني اثور، واغضب واصمم علي طلبى، كنت اشعر وقتها بقوة داخلي، عرفت بعدها ان هذه القوة تابعة له، فهو يمدنى بالقوة من شعوري بالأمان وأنا معه،وعرفت أن العناد يهدم بيوت كانت تحفها الطمأنينة، كنا نختلف كَثِيرًا في الفترة الأخيرة،وكان علي أن أصمت في وقت غضبه، وأن أختار الوقت المناسب لمناقشته في اي موضوع، أشعر بالندم لكن بعد فوات الآوان، وكيف اقول له عُدْ بعدما قلت له ابتعد، كنت قد اقمت له مَقَامًا بين اضلعى، هدمت كل هذا في لحظة غاضبة، هل اشكو إليه منه ؟ فهو الجميع !! ام ماذا افعل ؟ اشعر انني اقف بفرااااغًا بين السماء والأرض، وحيدة رغم أن الجميع حولى، لم أكن أعلم أنه هو الحياة وعالمي والعالمين، تعودت علي مشورته في كل شئ، حتي أصبحت بدونه طفلة لا تجد طريق الوصول، وكلما تساءلت أين القوة الكامنة داخلي لمواجهة الحياة؟ تكون الإجابة تلاشت منذ رحل، وبعدما أصبحت حياتي لوحة فنية باهتة، لا ألوان فيها ولا حياة، اشرقت حياتي بقربه من جديد ولكن بعد عَامًا كَامِلًا، في يوم عيد زواجنا دق الهاتف، تري هل كان يشتاق لي كما اشتقت انا؟ تذكر يوم زواجنا !! بالرغم أنه كان لا يتذكر شئ ونحن مَعًا، هل هدأ غضبه وأزاح العناد؟ ورق قلبه لي واشتاق وسأل عنى؟ شعرت ببهجة اللقاء بعد الهجر، وخفق قلبي، صوته في مسمعي لَحْنًا خَالِدًا، قال أَمَّا آن الأوان أن تعود العين لجِفْنِهَا ، ثم أذاب عنادي الكاذب في كلمة أشتقت إليك، التقيت الأرواح العاشقة، هل الأرواح المتشابهه لا تفترق ؟ التقينا من جديد دون فراق، تعلمت أن لا أهدم كيانًا رَاسِخًا داخلي مرة أخرى، من يهدمون بيوتهم يهدمون معه كيان داخلهم من المشاعر والأحاسيس والشعور بالأمان، عاد الزوج والحبيب والأب والصديق وكل ما أملك.

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …