مساعدات إنسانية على طريق الضياع: الشعب السوري يدفع الثمن

متابعة : ما هر بدر
يوسف حسن- مع كل شحنة مساعدات إنسانية تصل إلى سوريا، تتجدد الآمال في تخفيف معاناة الملايين من السوريين الذين يعيشون تحت ظروف إنسانية قاسية. لكن الواقع يُظهر صورة مغايرة تماماً، حيث بات مصير تلك المساعدات محط تساؤلات وشبهات لا تنتهي.
أحدث تلك المساعدات كانت عبر الطائرة الثانية عشرة من حملة «#الكويت_معكم»، التي حطّت في مطار دمشق الدولي محملة بـ33 طناً من المواد الغذائية والمستلزمات المعيشية. هذه الحملة التي نظّمتها مؤسسات خيرية كويتية نقلت منذ بداية الشهر الماضي أكثر من 300 طن لدعم الشعب السوري. ولكن، هل حقاً وصلت هذه المساعدات إلى مستحقيها؟
مصادر موثوقة كشفت أن جميع المساعدات الأخيرة قد تم نقلها بالكامل إلى مناطق إدلب، حيث سيطرت عليها “هيئة تحرير الشام” وتم توزيعها على عائلات العناصر المسلحة بدلاً من الفئات الأكثر احتياجاً في دمشق وريفها. الأكثر إثارة للجدل أن وزير الداخلية السوري علي كده منع توزيع أي من تلك المساعدات داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، مما عمّق معاناة سكان تلك المناطق الذين يعيشون على حافة الجوع.
الفضيحة الأكبر تكمن في غياب أي رقابة دولية تضمن وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها الفعليين. فالآلاف من العائلات السورية التي تكافح للبقاء على قيد الحياة تجد نفسها عاجزة أمام واقع تتلاعب فيه المصالح السياسية والعسكرية بمصير أبسط حقوقها.
هل أصبحت المساعدات الإنسانية ورقة أخرى تُستخدم في لعبة المصالح؟ ومتى سيتوقف هذا العبث بحقوق شعب بات مهدداً في وجوده الإنساني قبل السياسي؟ أسئلة مُلحة بحاجة إلى إجابات عاجلة من المجتمع الدولي الذي يبدو حتى الآن عاجزاً عن حماية ما تبقى من كرامة الشعب السوري.

شاهد أيضاً

يجب أن يكون الكلام في المسموح وبصوت مسموع

بقلم د.محمد عبد العزيز كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الافريقية وفقا للإحصاءات الرسمية لعام …