ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الحمد لله الذي خلق الخلق بقدرته، ومنّ على من شاء بطاعته، وخذل من شاء بحكمته، فسبحان الله الغني عن كل شيء، فلا تنفعه طاعة من تقرب إليه بعبادته، ولا تضره معصية من عصاه لكمال غناه وعظيم عزته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في إلاهيته، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله خيرته من خليقته، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحابته صلاة وسلاما كثيرا، أما بعد فاتقوا الله تعالى بدوام الطاعات، وهجر المحرمات فقد فاز من تمسك بالتقوى في الآخرة والأولى، وخاب وخسر من إتبع الهوى ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن المجادلة وعن لغة الحوار، فقال فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ النبي صلى الله عليه وسلم تكفل لمن ترك المراء وإن كان محقا، ببيت في الجنة لأن لمراء أحيانا.
وأنت تماري يأتيك الحق لكن تغلبك نفسك للانتصار لنفسك لا للحق والإنسان بين هذه وهذه يكون بين الانتصار للحق وبين الإنتصار لنفسه وكثيرا ما تشتبه على أكثر الناس يعني تنتصر لنفسك أو تنتصر للحق، وللسلف رحمهم الله أقوال في المراء والجدال يسّر الله الكريم فجمعت بعضا منها أسأل الله أن ينفع بها الجميع، وفي ذمّ الجدال والمراء يقول الإمام مالك بن أنس رحمه الله ليس هذا الجدال من الدين في شيء، وقال مسلم بن يسار رحمه الله إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم وفيها يلتمس الشيطان زلته، وقال إسحاق بن عيسى سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين ويقول كلما جاءنا رجل هو أجدل من رجل أردنا أن نترك ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الحسن البصري رحمه الله إنما يخاصم الشاك في دينه.
وقال معروف الكرخي رحمه الله إن الله عز وجل أذا أراد بعبده خيرا فتح له باب عمل وأغلق عنه باب الجدل وإذا أراد بعبده شرا فتح عليه باب الجدل وأغلق عنه باب العمل، وقال الإمام البربهاري رحمه الله العجب كيف يجترئ الرجل على المراء والخصومة والجدال والله تعالى يقول ” ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا ” فعليكم بالتسليم والرضى بالآثار وأهل الآثار والكف والسكوت، وقال الإمام ابن مفلح المقدسي رحمه الله سأل الإمام أحمد رجل فقال أكون في المجلس فتذكر فيه السنة لا يعرفها غيري أفأتكلم بها ؟ فقال أخبر بالسنة ولا تخاصم عليها فأعاد عليه القول فقال ما أراك إلا رجلا مخاصما، وهذا المعنى قاله مالك فإنه أمر بالأخبار بالسنة وقال فإن لم يقبل منك فاسكت، وقال الإمام العبكري رحمه الله إياك والمراء والجدال في الدين، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله.
ومما أنكره أئمة السلف الجدال والخصام والمراء في مسائل الحلال والحرام أيضا ولم يكن ذلك طريقة أئمة الإسلام وإنما أحدث ذلك بعدهم، وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك وهذا جهل محض، وقال رحمه الله السؤال عن العلم إنما يحمد إذا كان للعمل لا للمراء والجدال، وقال العلامة السعدي رحمه الله المتعلم ليحذر من طلب العلم للأغراض الفاسدة والمقاصد السيئة من المباهاة والمماراة، وقال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله كُن سلفيا على الجادة طريق السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادات ونحوها بالتزام آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوظيف السنن على نفسك وترك الجدال.