ما فائدة إعـــادة تـــدويـــر الاعمال الأدبـيـــة ؟

بقلــم الباحـــث  طـارق رضـــوان

نعيش في عالم خطير فالإنسان حكم الطبيعة قبل أن يتعلم كيف يحكم نفسه.” (ألبرت شفايتزر)
عادة نطلق مصطلح “إعادة تدوير” على أشياء باليه يمكننا إعادة إستخدامها.

فما هى أعادة التدوير  وما فوائدها؟ وكيف يمكننا إعادة تدوير أفكار الإنسان وعاداته؟ وهل يمكن إعادة تدوير الأدب؟ إن كانت الإجابة بنعم فما هو المفهوم الإيجابى والسلبى لإعادة التدوير الأدبى؟

 

ما المقصود بإعادة التدوير؟
إعادة تدوير النفايات موجود منذ القدم في الطبيعة، ففضلات بعض الكائنات الحية تعتبر غذاء لكائنات حية أخرى، وقد مارس الإنسان عملية استرجاع النفايات منذ العصر البرونزي، حيث كان يذيب مواد معدنية لتحويلها إلى أدوات جديدة. ويمكن تعريف إعادة التدوير على أنها عملية تحويل النفايات إلى مواد وعناصر جديدة. تُعتبر بديلًا عن التخلص «التقليدي» للنفايات.

 

ما فوائد إعادة التدوير؟
لإعادة تدويرالنفايات العديد من الفوائد فهى تحمي الموارد الطبيعية. تقلص النفايات.ُتوجد فرص عمل جديدة. فهى توفر المواد وتساعد على تقليل انبعاثات غازات الدفيئة. كما يمكن أن تمنع عملية إعادة التدوير هدر المواد المفيدة المحتملة، بل وتقلل من استهلاك المواد الخام الجديدة، ما يقلل من: استهلاك الطاقة، و تلوث الهواء (من عملية الاحتراق، و تلوث المياه من مكبات النفايات).

 

ما هى المواد التى يمكن إعادة تدويرها؟

تشمل المواد القابلة لإعادة التدوير العديد من أنواع الزجاج والورق والكرتون والمعادن والبلاستيك والإطارات المطاطية والمنسوجات والبطاريات والإلكترونيات. يُعد التسميد الطبيعي أو إعادة الاستخدام الأخرى للنفايات القابلة للتحلل الحيوي -مثل نفايات الطعام أو النفايات الخضراء- أيضًا شكلًا من أشكال إعادة التدوير

 

هل يمكن تطبيق مصطلح “إعادة التدوير” أدبياً وفكرياً؟
أعد تدوير عاداتك الوبائية من الصعب بدء عادة جديدة. لتسهيل الأمر ، حاول إعادة تدوير واحدة قديمة بدلاً من ذلك ، استفيد من الأزمات فى حياتك.

 

أفلاطــون وإعادة التدوير
بعودة المؤرخين إلى أفكار أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد. أظهرت الدراسات الأثرية لمكبات النفايات القديمة خلال الفترات التي كانت فيها الموارد شحيحة وصعبة المُنال، وجود كميات أقل من النفايات المنزلية (مثل الرماد، والأدوات المكسورة، والفخار)، ما يعني إعادة تدوير النفايات القديمة في غياب مواد جديدة.

 

أسباب الإتجاه إلى إعادة تدوير الأشياء
حفّز النقص في الموارد الناجم عن الحربين العالميتين، وغيرهما من الأحداث المغيرة للعالم، إعادة التدوير إلى حد كبير. ونُفذّت حملات ترويج حكومية ضخمة، مثل حملة التخليص الوطنية في بريطانيا، وحملة التخليص من أجل النصر في الولايات المتحدة، على مستوى الجبهة الداخلية في كل دولة قتالية، وحثّت المواطنين على التبرع بالمعادن، والورق، والملابس البالية، والمطاط كمسألة وطنية.

 

قدّرت دراسة اقتصادية صادرة عن جامعة الدول العربية في القاهرة حجم خسائر الدول العربية الناجم عن تجاهلها إعادة تدوير المخلفات بنحو 5 مليارات دولار سنوياً. وبالإضافة لذلك تضطر الدول العربية أن تنفق في مجال مقاومة الآفات والحشرات نحو 2.5 مليار دولار سنوياً لمقاومة الأضرار الناتجة عن حوالي 1353 مليون طن من المخلفات الحيوانية و 196.5 مليون طن من المخلفات الزراعية مقابل 18870 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي. وكما أن هناك خسائر إذا ما تجاهلنا إعادة التدوير واستثماراتها، فهناك خسائر فكرية وثقافية وأدبية أفظع وأعظم إذا لم نطبق إعادة التدوير فى مجال الأدب.

 

الفرق بين التكرار وإعادة التدوير
ويرى البعض أن مفهوم إعادة التدوير الأدبى هو مرادف للسرقة الأدبية، مما يخالف قوانين الملكية الفكرية.فكن على حذر أن هناك فرق بين التكرار وبين إعادة التدوير الفكرى. وهذا ما يعرضه مقالى.

 

لكنى من انصارالبعض الأخر يرى تشابه بين إعادة التدوير الأدبى وبين ما يقوم به الرسامون: في كثير من الأحيان بإعادة توظيف (يتحدث الفن عن “الطلاء”) على اللوحات القماشية المستخدمة ، فلا يوجد ما يمنعك من اختيار إعادة تدوير أفكار الكتابة إلى مواد أحدث وأحدث. قد تكون الأفكار القديمة سرًا لأفضل الكتب الجديدة مبيعًا.

 

لا يوجد سبب يجعل الفكرة التي لم تكن صحيحة تمامًا في وقت ما أن تكون مثالية في وقت آخر. في الواقع ، ستجد غالبًا أن الأفكار قد تحسنت في غضون ذلك ، حيث أن عقلك الباطن يقوي ويزيل ما لا يصلح. لهذا السبب في هذه المقالة ، سأتحدث عن كيف ولماذا يجب عليك إعادة تدوير الأفكار المكتوبة. كما هو الحال مع أي طريقة لتحسين كتابتك ، لا يمكنك ترك كل شيء لعقلك الباطن. تكون إعادة التدوير في أفضل حالاتها عندما تكون عملية واعية.

 

لماذا نعيد تدوير أفكار الكتابة؟
قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تنضج الفكرة ، أو قد تفقد عنصرًا رئيسيًا يأتي لاحقًا. قد تكون فكرتك قصة كاملة ، أو شخصية معينة ، أو مكانًا رائعًا ، أو لحظة مذهلة. فالأمر يستحق فهرسة منظمة ، من المواد المفيدة ، وجاهزه لليوم الذي قد يستفيد فيه مشروع جديد من تفكيك قصاصاتك القديمة إذا كنت تفكر في إعادة النظر في فكرة قديمة – أو الاختيار من بين عدة أفكار – ولم تكن متأكدًا من كيفية بدء عملية إعادة التدوير ،

 

فقد يكون من الأفضل أن تسأل نفسك سؤالًا بسيطًا أولاً: لماذا هذه الفكرة؟ يتبعه بعض التدقيق الدقيق إذا لزم الأمر: هل هذه الفكرة شيء لم تكتب عنه من قبل؟ هل هناك موضوع مشترك في هذه الفكرة يستمر في التكرار في كتاباتك؟ هل هي فكرة “جديدة” أم فريدة (على حد علمك)؟ هل التوقيت مناسب لهذه الفكرة؟

 

كيف يمكنك إعادة كتابة الأفكار؟
قم بتغيير الشكل هل لديك فكرة عن قصيدة يمكن أن تصبح قصة قصيرة؟ أم مسرحية يمكن أن تصبح رواية؟ ربما رواية يمكن أن تصبح سيناريو كتاب هزلي؟ إذا فهناك فرق واضح بين إعادة التدوير والتكرار ، ويجب أن تكون حذرًا منه. يعيد الكثير من الكتاب استخدام نفس الموضوعات ، أو يلتزمون بالأنواع التي تكون أسمائهم مترادفة معها. هذا جيد تمامًا ، ولكن إذا تكررت هذه السمات نفسها كثيرًا ، أو لم تتغير كثيرًا ، فقد تكون في خطر أن تبدو كسولًا أو يمكن التنبؤ به.

 

ليس عليك بالضرورة التفكير في فكرة جديدة – فقط طريقة جديدة لتقديم فكرة قديمة. إن الإخفاق في إجراء تغييرات كبيرة ولن تكون المشكلة هي أنك تعيد تدوير فكرة قديمة ، ولكنك تكرر الطريقة التي أعدت بها إعادة تدويرها في المرة السابقة.

 

قد تكون طريقة ممتعة للتجربة مع القراء القدامى ، ولكنها ليست طريقة لجذبهم. ابدأ إعادة التدوير! يعد اختيار إعادة تدوير الأفكار الكتابية طريقة رائعة لتحويل العديد من الحطام والخطأ لقصصك إلى شيء مفيد. ليس ذلك فحسب ، بل يمكن أن يساعدك في تقييم السمات والإعدادات وأنواع الشخصيات التي تملأ عملك.

 

أثناء قيامك بإعادة التدوير ، اسأل نفسك ما الذي تستمر في العودة إليه – ما الذي تحرص على استكشافه ، وكيف تحب القيام بذلك. قد يساعد قضاء بعض الوقت في الكتابة السابقة في تشكيل مستقبل كتابتك. أعد تدوير أفكار الكتابة كثيرًا وستكتشف أساسيات صوتك وأسلوبك. يمكن أن يخبرك النظر إلى الشخصيات والسمات القديمة كثيرًا عن هويتك كمؤلف.

الخاتمة
وختاماً طور نفسك واجتهد ويحضرنى ما ذكره جون لوك ،( فيلسوف تجريبي ومفكر سياسي إنجليزي): ان رعاية النفوس لا يمكن أن تكون من اختصاص الحاكم المدني، لأن كل سلطة تقوم على الإكراه .. أما الدين الحق المنجي فيقوم على الإيمان الباطن في النفس الذي بدونه لا قيمة لشيء عند الله وان من طبيعة العقل الإنساني أنه لا يمكن إكراهه بواسطة أية قوة خارجية .. صادر ان شئت أموال إنسان واسجن بدنه وعذبه فان أمثال هذه العقوبات لن تجدي فتيلاً اذا كنت ترجو من وراءها أن تحمله على أن يغير حكم عقله على الأشياء.

 

المراجع
1- د. ھدى مسعود. إعادة التدوير.. حیث تلتقي البیئة مع الاقتصاد. . إسلام أون لاين؛ 9 فبراير 2001
2- محمد جعفر آل حسن. ملاحظات على واقع حیاتنا المعاصر؛ مجلة 26 سبتمبر 1999 ؛11- الواحة العدد 10
3- تفاقم التلوث والنفايات في الدول الصناعیة؛ جريدة البیان الخمیس 23 جمادى الآخر 1421 ھ الموافق 21 سبتمبر 200

شاهد أيضاً

كف الضياء

كف الضياء …………. بخل الزمان ينهي الجفاء ويسعد الفؤاد نور الرجاء اراك تمزق ثوب النقاء …