” ما الدّور الذي تقوم به منظّمة طلائع البعث واتّحاد شبيبة الثّورة في الأزمة ؟

” ما الدّور الذي تقوم به منظّمة طلائع البعث واتّحاد شبيبة الثّورة في الأزمة ؟ وما الدّور القادم لهما ؟وما أثرهما في سوريا الجديدة ؟ وماالنّتائج التي ينتظرها أبناء سوريا منهما ؟” .

نبيل صافية

سأقسّم الموضوع بداية لقسمين … ولعلّ المتتبّع للأحداث التي عصفت في سورية منذ عام ٢٠١١ يجد أنّ المنظّمات الشّعبيّة وسواها كانت شبه غائبة عن الأحداث ، ومن المعلوم أنّ الدّولة تصرف الملايين على توليد فكر ينسجم وتطلّعاتها في بناء الأجيال ، ولكنّ المناهج التي قدّمتها الدّولة عبر وزارة التّربية كانت بعيدة عن تطلّعات تلك الأجيال بصورة خاصة والشّعب السّوريّ عموماً وعن الأهداف العامة التي صاغتها الدّولة قبل الأزمة ، ممّا جعل الفكر التّربويّ يتراجع إلى حدّ بعيد عن أهداف الشّعب وعيشه باستقرار وأمن وأمان ، ومن المعلوم أيضاً أنّ بداية الأزمة قد نشأت من أجل أطفال ، وتفاقمت تحت أيّ مسمّى لها ، ولم تكن المعالجة آنذاك كما ينبغي ، ممّا أحدث شرخاً في الشّارع السّوريّ ، ولعلّ من الأهمّيّة بمكان الإشارة إلى أنّ الأطفال والشّباب عموماً في سورية يحملون أفكاراً تعكس التّربية التي تقدّمها منظّمة طلائع البعث وكذلك اتّحاد شبيبة الثّورة ، وبالتّالي فلا نستطيع القول :

” إنّ الأزمة السّوريّة كانت نتيجة لما تقدّم المنظّمتان ، بل إنّ الفكر التّربويّ الذي يُقدّم فيهما لم يكن على المستوى المطلوب ، ممّا أمكن اختراقه بسهولة جدّاً ، فتفاقمت الأزمة بفضل تجاهل المنظّمتين لدورهما أيضاً وكذلك الحال للقائمين عليهما ، إذ لم نجد أيّ دور فاعل إيجابيّ مؤثّر لهما في توعية الجيل بصورة عامة ، وهذا رأي عامة الشّعب السّوريّ ، بل إنّ كلتا المنظّمتين قد انكفأتا وتراجع دورهما لدرجة شبه معدومة ، وبالتّالي : فإنّ على الدّولة أن تعيد النّظر في تلك المنظّمتين أو إعادة بنائهما من جديد ، بما يخدم سورية ، وليس فئة حزبيّة معيّنة في ضوء التّعدّدية السّياسيّة ، ولابدّ من عدم تسييس الطّلّاب من قبل أيّ حزب ، فسورية لكلّ السّوريين ، وليس حكراً على حزب واحد حتّى تترك وزارةً بعينها لهذا الحزب أو ذاك ، وخصوصاّ أنّ التّربية لايقتصر حسن أدائها على حزب واحد وقد أثبتنا بالأدلة ما قامت به وزارة التّربية وهي مقدّمة لمجلس الوزراء والجهات ذات الصّلة ، ولابدّ من إعادة بناء وزارة التّربية من جديد وخلق نظام للتّعليم في سورية بما يحقّق الغايات المنشودة لإعادة بناء الفكر التّربويّ السّليم الذي يبتعد عن الدّعوة للثّورة كما حال المناهج ، أو أن يتغنّى بها وبالحرّيّة وبما يتحقّق من خلالهما على الأرض كما وجّهت المناهج التّربويّة ، وقد تقدّمنا بدراسة حول المناهج التّربوية ما تتضّمنه من دعوات ثوريّة وتحريض طائفيّ لخلق تفكير ثوريّ لدى الطّلّاب ، بناء على تكليفي من الأمانة العامّة للحزب الدّيمقراطيّ السّوريّ ، وفق الكتاب المسطّر برقم ( 11 / ص ) تاريخ 1/7/2017م ، حول دراسة صادرة عن الأمانة العامّة للحزب ، وهي بعنوان : ” آفاق تطوير وزارة التّربية في الجمهوريّة العربيّة السّوريّة ” ، الموجّهة لمقام رئاسة الوزراء والمحالة من رئاسة الوزراء للسّيّد وزير التّربية برقم 2025/ م. خ/ق تاريخ 8/8/2017 م ، عن طريق الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدّكتور قيس محمّد خضر ، وهناك دراسة أخرى بعنوان : ( مؤشّرات المؤامرة في المناهج العربيّة السّوريّة الجديدة ) بتاريخ 20/6/2015م ورقم ( 160ص ) عبر تكليفي أيضاً من الأمانة العامّة للحزب الدّيمقراطيّ السّوريّ وسُجّلت في النّافذة الواحدة في وزارة التّربية برقم : / 12722 / تاريخ : 21/ 6/ 2015م ، وأُحيلَت للمركز الوطنيّ لتطوير المناهج ، وتشير إلى واقع المناهج المدرسيّة ، وما تضمّنته من إشارات صريحة للثّورة والدّعوة إليها عن قصد وربّما عن غير قصد ، وهي تسعى لخلق فكر يساهم في توليد الإرهاب ، كما ينبغي أن يتمّ التّركيز على العلم وحبّ الوطن والتّآخي وزرع القيم الإيجابيّة كالمحبّة والإيثار … والبعد عن الإشارات الطّائفيّة التي تعرّضت لها المناهج أيضاً ، وأن يُترَك الطّلّاب ولهم حرّيّة اختيار مايرغبون من انتماء سياسيّ او حزبيّ لمرحلة مابعد التّعليم الثّانويّ كون الأهمّ بناء الفكر التّربويّ الإنسانيّ المعرفي المتوازن الذي لايخلق مجالاً لنزاعات سياسيّة او طائفيّة أو عرقيّة أو مذهبيّة لترتقي التّربية لما يحمي الجيل النّاشئ والشّباب من الانحرافات السّلوكيّة . ومن الأهمّيّة بمكان أيضاً الإشارة إلى ضرورة تغيير اسم المنظّمتين فالشّباب السّوري يهدف لبناء سورية وجيلها ، وأطفالها هم أطفال سورية الذين تُبنى الآمال عليهم في النّهضة العلميّة والمعرفيّة في سورية ، بحيث يكون لاحقاً الرّجل المناسب في المكان المناسب في أيّ موقع من الدّولة ، وأن تكون الأمور في نصابها الصّحيح بما يخدم سورية وتقدّمها وازدهارها بعيداً عن المشاحنات والبغضاء التي أسّست لها الأزمة ، وكم نحتاج من سنين لإعادة قيم المحبّة التي افتقدها الشّعب السّوريّ نتيجة تغلغل الأحقاد والإرهاب في بنائه الذّاتي والشّخصيّ أو النّفسيّ وبناء فكره الجمعيّ أو الفرديّ ، وسنكون في الحلقة الثّانية مع وقفة لجواب سؤالنا : ما الدّور القادم لهما ؟ وما أثرهما في سوريا الجديدة ؟ وماالنّتائج التي ينتظرها أبناء سوريا منهما ؟.
بقلم نبيل صافية

شاهد أيضاً

احتفال سفارة إسبانيا بالكويت بعيدها الوطني

احتفال سفارة إسبانيا بالكويت بعيدها الوطني كتب : دكتور فوزي الحبال إحتفل السفير الإسباني بالكويت …