قصة برجس مع فتاة الباندا 

قصة برجس مع فتاة الباندا 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي شمل بخلقه ورحمته ورزقه القريب والبعيد، سبحانه وتعالي “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله هو أفضل النبيين والمؤيد بالآيات البينات والحجج الواضحات والبراهين صلى اله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إننا اليوم في ظل التقد التكنولوجي في وسائل الإتصالات الحديثه نري العجب، عبر الإنترنت، تلك الشبكة العنكبوتية التي غزت العالم ودخلت كل البيوت صغيرها وكبيرها، فكم من صور مآسي نراها عبر شاشات الإنترنت، وهذه الصور المأساوية من دمار شامل للأسر وخراب بيوت كانت عامرة، وكانت آمنة مطمأنة، سيجد المتصفح للإنترنت عشرات. 

 

بل مئات القصص التي يندى لها الجبين، وما أثير مؤخرا في دولة عربية ذكرتها الصحف ووسائل الإعلام عن قضية فتاة الباندا نسبة إلى الإسم الذي يطلق على ذلك النوع من الهواتف النقالة التي توجد بها ميزة التصوير الفيديو لهو خير شاهد على عبث التربية الإلكترونية وما أفرزته لنا من أخلاق جديدة على مجتمعاتنا، وهي جديدة بكل ما تعنيه الكلمة، فنحن أمام جريمة إغتصاب ليس كأي إغتصاب بشري شهواني معروف ومألوف سماعه، وإنما هي جريمة هتك عرض، بغرض الإذلال، وبغرض التشويه، إنها جريمة إغتصاب ليس لذات الإغتصاب، فالمغتصب والذي يدعى برجس كما ظهر من مناداة الفتاة له وإستنجادها به لم يقارب الفتاة أو يلمسها وإنما وكّل بها عبد أسود ليقوم بتجريدها وإنتهاك عفتها وشرفها ويقوم هو بدور المصور. 

 

فهل كان لهذا السيناريو أن يتم لولا وجود هذه التقنيات، فإن من الخطأ إذن أن يقال أمام حادث كهذا بأنه مرض موجود في مجتمعاتنا العربية أصلا وأن التقنية هي التي ساعدت على ظهوره بهذا الحجم، إن هذا الرأي سيكون صحيحا إذا ما كان التصوير للقاء عاشقين تم تصويرهما دون علمهما، أو تصوير موعد غرامي بين طرفين دون أن يدركا الفخ الذي نصب لهما، أو تصوير أحد المشاهير في وضع غير لائق فهنا يمكن أن نقول عن ذلك الأمر بأنه مرض موجود في المجتمع ساعد على ظهوره التقنية، ولكن ما حدث لفتاة الباندا أمر خارج عن المألوف وهو سابقة خطيرة ستمثل تهديدا جادا، ومنعطفا خارقا للعادة لمجتمعاتنا الإسلامية إذ أنه وسيلة هدامة لا تهدم الأسرة فحسب، بل تهدم المجتمع بأكمله إذا ما أصبحت ديدن المنحرفين ومريضي النفوس والشواذ من الأمة.

 

ممن إنسلخوا عن المبادئ والأخلاق، حتى وإن تعاطف الكثير مع تلك الفتاة وتقدموا لخطبتها سترا لها، إذ أن الأمر قد فتح بوابة أخرى من الصراع الإجتماعي ليس بأقل خطرا مما قام به برجس، حيث شكّلت جماعة تبنت لها موقعا على الإنترنت أطلقت على نفسها جماعة سيوف الأعراض، تنادي بجملة واحدة تقول “لن نرضى بأقل من رأس برجس وأعوانه” فإن كانت هذه الجماعة قد نشأت مطالبة برأس برجس فكم برجسا سوف تفرزه لنا التربية الإلكترونية الخاطئة، ولهذا فإننا أمام ما يحصل الآن من فوضى أخلاقية أنتجتها التربية الإلكترونية يجب علينا أن ننظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس لنرى بأن ما حدث سيكون محركا ودافعا لتمسك الأسرة المسلمة بعفتها، والإحتراز على حياتها من مداخل الشيطان، فإن الله تعالي إن أراد بعبده خيرا أدخله الجنة رغم أنفه. 

 

وهيأ له أسباب دخولها، وهكذا بنات المسلمين رب حدث عابر يتطاير خبره ومأساته ليدخل كل بيت حتى يحرّك في فتاتنا ما لم تستطع تحريكه مئات الندوات الإجتماعية، أو المؤتمرات التربوية، نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

شاهد أيضاً

غريب فى عالمي وأنت أقرب من الحياة..

غريب فى عالمي وأنت أقرب من الحياة.. بقلم الصحفية/ سماح عبدالغنى  أيها الغريب…  وكأني أعرفك  …