أخبار عاجلة

قراءة فنية في أسرار صناعة النص المسرحي (٤) الوحدات الثلاث في النص المسرحي

قراءة فنية في أسرار صناعة النص المسرحي (٤)
الوحدات الثلاث في النص المسرحي

بقلم: اشرف عبد الرازق

المسرحية كما ذكرنا هي عبارة عن حادثة أو موقف او تجربة اجتماعية تتكون من عدد محدود من الفصول، كل فصل يحتوي على عدد من المشاهد، يكون فصولها ما بين مسرحية الفصل الواحد، وقد تصل إلى خمسة فصول، ولا يستحسن زيادتها عن ذلك تقليلاً لتكلفة الإنتاج، وهي غالبا ما تبدأ بمشكلة يتم تناولها ومناقشتها من عدة جوانب، من خلال الحوار المسرحي، للوصول في نهاية الأمر إلى تقديم الحلول المقترحة لهذه المشكلة ، كما أن المسرحية تتكون من عدد محدد من الشخوص حيث أنها تبدأ بمسرحية الشخص الواحد كمسرحية (الحصان) التي قدمتها سناء جميل للمسرح القومي في ١٩٨٤م، وقد يصل الشخوص الأساسية والفرعية في المسرحية إلى تسعة آو عشرة كما هو الحال في مسرحية “شاهد ما شافش حاجة”.
ومن ما تقدم نستطيع أن نجزم بأن المسرحية يجب أن تقوم على الاختصار سواءً في عدد فصولها، شخصياتها، وحتى مشاهدها تقليلا لتكلفة الإنتاج من جهة، ومن زمن العرض من جهة أخرى، حيث لا تستطيع حبس الجمهور لوقت طويل، حتى لا يتشتت ذهنه عن المسرحية وأحداثها، إلى التفكير في توفر وسائل المواصلات إلى منزله بعد نهاية العرض.
في هذا المدى الزمني الذي يجب إن يمتد طويلاً كما ذكرت، يجب أن يتوخى المخرج والكاتب حسن اختيار الموضوع، فحينما يَنتقي شخصيّة ما عليه سوى أن يُركّز على جزئيّات حياتها الهامّة؛ فيَنتخب فعلًّا واحدًا أو مرحلةً معينةً من حياة هذه الشّخصيّة، كي يَتمّ البناء والتّرابط في العمل المسرحي، كما أن عليه مراعاة وحدة الزّمان، فأحداث المسرحيّة عليها أن تَقع في فترةٍ زمنيّة محدّدة كما حدّدها “أرسطو”، وعلى رأيه أنّ الأحداث يَجب ألّا تَكون أطول من يومٍ واحدٍ، وخلال هذه الفترة تَتطوّر الأحداث وتَتصاعد، شريطة أن يَتمّ توزيع الزّمن على أساس ذلك.

كما أن عليه مراعاة وحدة المكان طالما أنّ الأحداث تَجري في فترةٍ زمنيّة معيّنة، فلا بُدّ للمكان أن يَكون ثابتاً تجنباً لكثرة الديكورات التي تزيد من تكلفة الإنتاج، ومن هنا نشأت فكرة الوحدات الثلاث في العمل المسرحي الدرامي التي أشتقت من الكلاسيكيين الفرنسيين وهي إنه للحصول على عمل واحد يتم تمثيله على أنه يتم في مكان واحد وخلال يوم واحد، وقد سميت هذه المبادئ وهي على التوالي:
وحدة العمل.
وحدة المكان.
وحدة الزمن.
وتبعاً لما تقدم يركز الكاتب في المسرحية أكثر على البعد المادي أو الفسيولوجي يرتبط بطبيعة الجسد الماديّة مثل الطول، والعرض، والوزن، ولون البشرة، والجمال، والقبح ووجود إعاقات جسديّة، والجنس، والعمر أيضاً، فالشخصيّة إما تُمثّل فترة الشباب أو فترة الطفولة أوفترة العجز وكبر السنّ، وكل هذه العوامل تساهم في تكوين الشخصيّة بشكل كبير، حيث تُعطي الانطباع العام الذي ستؤدّيه الشخصيّة على خشبة المسرح، فحركة وأسلوب تفكير المُسنّ تختلف عن حركة الشاب وأسلوبه، لذلك يُعتبر البعد المادي أول ما يجذب انتباه الممثل المسرحي في الشخصية التي سيلعب دورها.
وهذا كما ترى عزيزي القاريء بعيد جداً عن فكرة الشخصية في العمل الروائي التي تكون أعمق درجة وقد تقوص في الأبعاد الوجدانية للشخصية القصصية ونموها وتطورها، وتطور سلوكها الذي تتطور معه الأحداث القصصية، وقد يتناول كاتب النص المسرحي جوانب اجتماعية ترتبط بالجانب الاجتماعي للبطل من حيث الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها ومستوى التعليم والثقافة، وحالته المادية ما بين الثراء والعدم، وقد تدخل في هذا الإطار بعض الأبعاد الدينية والرأي السياسي فالمناضل له معالم خاصة غير معالم الشخصية التي تنتمي للحكومة أو أحد اتباعها.
للحديث بقية
———-
مصادر المقال
– د. عبد اللطيف الصوفي – فن الكتابة للناشئة- دار الفكر دمشق سوريا ٢٠٠٧
– شاكيتي غاوين- التصور الإبداعي- ترجمة اسامة بديع- دار الفكر – دمشق- سوريا – ٢٠١٠
– أمين سلامة- دليل الإخراج المسرحي – العربي للنشر والتوزيع – ١٩٨٧
– د. حسن ظهيري- مفهوم المسرح – دار الصياد المغرب ٢٠١٩
– أ.د. فضيل شناوة – أساليب أداء الممثل المسرحي- ط دار الرضوان القاهرة- بدون تاريخ
– علي أحمد باكثير- فن المسرحية حسب تجاربي الشخصية-ط مكتبة مصر يناير ١٩٨٤م

شاهد أيضاً

ليست كالنساء

ليست كالنساء بقلم/ أيمن بحر دخلت حياتى إمرأة ليست كالنساء احتلت قلبى وحطمت كل القيود …