خربشات غسان
قال لي
غسان يوسف (سوريا_طرطوس)
زمن مضى وأنا تائه بعزلتي أبحث عن النسيان
أبحث علني أجد ما تاه من كياني …
جالس مواجها لصديقي ذلك البحر الذي لم يملني أو يجافيني يوما لم يفارقني طوال سنين وقد غزى الشيب رأسي وأخذت السنين تحفر أخاديدا بوجهي.
أتأمله ونظري يتوه بأفق يمتد خلفه لانهاية له علني أجد بعضا مما تاه مني على مر السنين.
ثوان لم أدر ماحدث بعدها .
مثل الحلم أتاني صوت قال لي:
من أنت
أشمس تشرق بعد المغيب…أم قمر ضيائه فاق كل ضياء .
أم أن روحي انتقلت إلى عالم آخر .
هو مجرد سؤال هكذا قال لي صديقي البحر مجرد سؤال بسيط .
لم يدر أنه سؤال أحضر معه الربيع بأزهاره وعبيرها…
سؤال رافقه شباب كنت مقتنعا أنه غادرني من سنين …
عاد الصوت ليسأل :
من أنت
لأعود أنا لسنين مضت يوم كنت بريعان الصبا
كنت أجهل أن لدي قلب ينبض .
كل ما أعلمه أن هناك في صدري من يحرك الدماء لأبقى على قيد الحياة.
جلست يومها وكان أو يوم نتعاهد فيه أنا وصديقي البحر على الوفاء بصداقتنا وعند غروب الشمس أتاني ذلك الصوت وقال لي :
من أنت …لم تحتل موضعي وتعتدي على صداقاتي.
نظرت يومها إلى عينان فيهما كل معاني الحياة والحب…
عينان تحدثتا إلى قلبي لأشعر بلحظتها أن لي قلب وها هو ينبض بلا سابق عهد …
عينان منحتا قلبي ربيعا دافئا لينبض بنشاط وقوة حتى البحر سمع نبضاته رغم صخب موجه وهديره…
كنت تقفين هناك كما وقفت سابقا لتحتضنني عينيك وتحدث قلبي بحديث لم يسمعه أحد سواه منحه نبضه وخفقاته مضت سنين وها هي تعود لتمنحه الحياة…
سؤال حمل اليوم في طياته حبا عاش سنينا رغم الألم …حبا كان يختبئ أيام الحزن ويشفي من الأوجاع عند المرض والتعب …
حبيبتي رغم مشيبنا اليوم ترسخ في قلبي أن حبنا لن يشيخ وأن الربيع سيمنحنا عبير أزهاره دائما …
من انت
كلمات قالها صوتك لي حملت معها كل الحياة والدفء
غسان يوسف (سوريا_طرطوس)