أخبار عاجلة

في ذكري فارس الكلمات الشاعر صالح الشرنوبي..

في ذكري فارس الكلمات
الشاعر صالح الشرنوبي..

بقلم/عماد احمد الرمادي

عندما يؤرخ للشعر العربي المعاصر سيوضع صالح الشرنوبي في مقدمة مرتاديه…ولن يكون صغر سنه بين الرواد إلا دليلاً على صدق موهبته…
بهذا العنوان الذي جعله د/أحمد كمال ذكي مقدمه لديوان صالح الشرنوبي..الصادر عن دار الكتاب العربي..
تفوح رائحة الكلمات الممذوجه بعبق الإبداع والتاريخ….
عندما يتحدث صالح عن نفسه .في اسمي تجليات المعني.
وبهاء المفرده..
أنا في شعري وشعري قصتي ..لست في جسمه ولا رسمه.
بين كفيك وجودي خافقا. .. وفؤادي غارقا في دمه. ..
ويح لي منه ويا ويح له. .. ولمن يسبح في عيلمه….
ربما احزنني في فرحتي……وشدوت اللحن في مأتمه…
تحل ذكري الرحيل في موعدها كعادتها من كل عام..بحضور كوكبه من شعراء وأدباء إقليم شرق الدلتا الثقافي ولفيف من قيادات محافظة كفرالشيخ.. في يوم الوفاء ليوم الرحيل في منتصف سبتمبر ليرفع الستار عن روح المعني وصدق المشاعر ورقة وعذوبة المعاني والمفردات..
الجدير بالذكر أن صالح الشرنوبي ولدا في السادس والعشرين من مايو عام 1924,,..في مدينة بلطيم ..حفظ القران الكريم في كتاب القريه..ثم التحق بالمعهدالازهري بمدينة دسوق ..
وحصل على الشهاده الابتدائيه عام 1939..ثم الثانويه عام 1947..من القاهره.وبعد حصوله على الشهاده الثانويه.كان صالح يتأهب للألتحاق بكلية دار العلوم التي كانت أغلي امانيه.لكنه أخفق في امتحان القران الشفوي..فحال ذلك بينه وبين حلمه..بعد أن ترصده الممتحن بجرة قلم أحمر.وادأ آماله غير مكترث بما كانت تحققه الكليه من خير علي يد هذا الشاعر العملاق..الذي هو خيرا من مئات بل آلاف الطلبه العاديين.. اللذين لا يجدون غير حفظ القران وشوارد اللغه وشواذها قبل صحيحها وبليغها…
عمل صالح الشرنوبي في مدرسة بلطيم الأبتدائية للبنات ثم مدرسة سان جورج الأجنبية للبنات أيضا بالقاهره…ثم مصححأ لجريدة الأهرام بجوار الشاعر الكبير كامل الشناوي.بواسطه من صديقه المخرج السينمائي/محمود إسماعيل..بعدتعثره في الحياه لكن شاعرنا الكبير….
كان لا يستقر في عمل لأنه كان يري أن شعره هو عمله الأول والأخير.. وأن مادونه لا يصلح معه..ولهذا السبب تعرض صالح الشرنوبي لنوبات نفسيه تفصله عن الواقع المرير.وتاخذه إلي عالم الجنون اللحظي في غبه الخيال حيث روعة المعاني والكلمات…
كتب صالح أغاني فيلم فتنه بعد إلحاح شديد من صديقه المخرج محمود إسماعيل مؤلف ومخرج الفيلم بعد أن أقنعه أنها خدمه له..فاصالح كان لا يعترف بغير شعر القصيده..ويعتبر مادونها لا يعتد به في عالم الشعر..برغم أنه حصل على مبلغ خمسون جنيها في كتابة أغنيتين وموالين .كما أن الشرنوبي كان مولعا بفن السينما ..فافي عام 1950..عثر صالح علي قصه في غرفته لصديقه وشريك غرفته الكاتب بكر الشرقاوي..بعنوان النبي الكافر فقرأها قراءه تحليلية وأعجب بها وقال إن هذه القصة لو نجحت في أن تخرج شاعرا مجيدا ومخرجأ كبيراً وكاتب أسطوري.فانها ستدخل التاريخ رغم أنفها.. ويقول بكر الشرقاوي عن هذه النبؤه بالنسبه لنفسه .. أنه علي الرغم من ايمانه بالواقعيه كمذهب أدبي فإنه حاول أن يجرب نفسه في التجارب الواقعيه فلم ينجح فيها مثل ما نجح في كتابة الأعمال الأدبية الأسطورية….إلا أن الثلاثه حاولوا معا في بارقة أمل جديده نحو عمل فيلم سينمائي يحارب الأقطاع ولكنهم اكتشفوا أن الإقطاع هو الذي يحارب مصر آنذاك …
والمتتبع لعلاقة الشرنوبي بالادباء والشعراء يري أنه كان من المتمتعين بعطف الأستاذ العقاد كما قال صديقه المخرج ابراهيم السيد ..؟
انشد صالح دواوينه في الفتره مابين عام 1944..و1951..,وهي (أصداف الشاطئ..عبرات…سبحان…بسمات…امواج واعاصير…في موكب الحرمان…وطنيات…اقاصييص في الحب والحياه… أسفار ورسوم….ظلال وألوان…مع الريح…
وفي 17سبتمبر عام 1951,, أسدل الستار علي المشهد الأخير في حياة فارس المعاني والكلمات تحت عجلات قطار الدلتا بمدينة بلطيم يعد أن أوصي بهذه الكلمات أن توضع على قبره ..
يازائيرينا قبورنا…….. لاتعجبنا لأمرنا…..
بألأمس كنا مثلكم……وغدا تكونوا مثلنا..

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …