في اليوم العالمي للمرأة
الكاتبة العراقية/ مينا راضي .. تكتب
عُمر المرأة العالَمي
هي المُتَجَدِّدةُ دائمًا، تدورُ عليها رَحى الأيام و ما زالَت تُزهِر، رغمَ كل شَيءٍ ما زالَت نهرًا دافِقًا منَ العَطاء. إنها بدايةُ البِداية، في أحشائِها يَشُقُّ الوجودُ طَريقَه. من بينِ شِدقَيها تُشرِقُ شَمسٌ دافئة، و من نَبضِها تَستَمِدُّ البيوتُ طاقةَ الحَياة.
ما بالُ الأرضِ تبدو كرَويةً جدًا اليَوم؟ و كأنها تَحتَفي بأنوثَتِها، ما بالُ قَهوَتي لاذِعةٍ أكثرَ من ذي قبل؟ ما بالُ السَماءِ التي كشَطَت طبَقاتِ الغيومِ عن وَجهِها لتَتَجَلّى نَضارَتُها في هذا اليَومِ المُقَدَّس؟
إن اليَومَ يَومُها هي، هي دون استِثناء. يومُ الأمِّ التي تَكرَعُ الصَبرَ كل يَومٍ على مائدةِ الحَياة، يَومُ الجَدّةِ التي أفنَت حَياتَها مُقابلَ جَمعِ الابتِساماتِ و تَخزينِها لشِتاءِ العُمرِ القارِص، يَومُ المرأةِ الكادّةِ التي خبَزَت فَطائرَ الحُبِّ المُمَلَّحة بعَرَقِ جَبينِها، يَومُ الشابّةِ التي قطَعَت الأميالَ في سبيلِ كتابةِ حُروفِ اسمِها على قُصاصةٍ من كتابِ التاريخ. يَومُ الأنثى التي عافَرَت لتَحتَلَّ كُرسيًا من كَراسي المُجتمَع،
نعم، نحنُ نتَحَدَّثُ عن تلك التي لَعِبَت لُعبةَ الكَراسي طَويلًا. إنَّ هذا اليَومَ هو يَومُ نَزعِ العارِ عن المُطَلَّقةِ و الأرمَلة، يَومُ مَحوِ العُنونسةِ من قَواميسِ اللُغة، يَومُ الاستيقاظِ من غَيبوبةِ الذُكورة، يومُ القَبضِ على الأبَويةِ بجُرمٍ شَهِدَتهُ آلافُ السِنين.
آن الأوانُ لإنهاءِ عَهدِ وأدِ الأحلام. لنَنهَض و لنَغسِل وجوهَنا ببعضِ الوَعي.هذا اليَومُ يَجِبُ أن يَستَمِرَّ إلى الأبَد، ليسَ يَومًا واحِدًا لتَبادُل التَهاني. لنَتَّخِذهُ مَنهجًا لحَياتِنا القادِمة.