فى ظل الأقنعة والتفاهات.. دهشة لقاء الإنسان الحقيقى

فى ظل الأقنعة والتفاهات.. دهشة لقاء الإنسان الحقيق

بقلم/ أيمن بحر

نعيش اليوم وسط عالم يزدحم بالأقنعة والتصنع عالمٍ تغلب عليه المظاهر الخادعة وتتصدره التفاهات حتى أصبح الصدق عملة نادرة، والوضوح استثناءً لا قاعدة.

فى ظل هذا الحفل التنكرى الكبير حيث يختبئ الكثير خلف أقنعة مصنوعة من مصالح زائفة أو كلمات منمقة أو صورٍ مُفلترة، يفقد الإنسان قدرته على التمييز بين الحقيقة والوهم بين من يبتسم لك بصدق ومن يبتسم ليخفي وراءه ما لا يقال.

يكفي أن نتأمل مشهد السوشيال ميديا اليوم، حيث تُرسم الحياة كما لو كانت لوحة مثالية بلا عيوب: وجوه متصنعة، صور مُبالغ فيها، وألفاظ منمقة لا تعكس حقيقة النفوس. وكذلك فى بيئة العمل، نجد من يرتدى قناع المجاملة والتزلف ليقترب من مصلحةٍ أو منصب، فيما يبتعد عن جوهر العلاقات الإنسانية القائمة على الاحترام والإخلاص.

غير أن الدهشة الحقيقية تكمن حين تصادف إنساناً حقيقياً يتحدث بصدق، ويشعر بصدق، ويعيش كما هو دون تزوير أو تصنع. إن مقابلة مثل هذا الإنسان أشبه بواحةٍ نقيّة وسط صحراء قاحلة أو شعاع ضوء يخترق عتمة طويلة.

فالإنسان الحقيقى لا يحتاج إلى أقنعة ليقنع الآخرين ولا إلى بهرجةٍ ليصنع حضوره. يكفيه صدقه ليصل إلى القلوب وتكفيه شفافيته لتترك أثراً لا يُمحى.

إن أكثر ما نفتقده اليوم هو العفوية والنقاء البساطة التى تجعل للقاء قيمة وللكلمة معنى، وللموقف دلالة. وفى زمن تحكمه حسابات المصالح وتعقيدات المصطنع يصبح وجود إنسان صادق بمثابة نعمة تستحق أن تقدر وأن نحافظ عليها.

ختاماً..
وسط هذا الزحام، لا نحتاج إلى المزيد من الأقنعة بل نحتاج إلى أن نتحلى بشجاعة أن نكون كما نحن وأن نمنح من حولنا فرصة رؤية حقيقتنا دون تجميل أو تزييف. لأن أعظم ما يمكن أن يقدمه الإنسان لنفسه وللعالم، هو أن يظل إنساناً حقيقياً وسط كل هذا الزيف.

شاهد أيضاً

هل تندلع حرب بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة؟

هل تندلع حرب بين مصر وإثيوبيا بسبب سد النهضة؟ بقلم: أيمن بحر تتواصل أزمة سد …