أخبار عاجلة

فلسفة جديدة لجدوى الإبداع)

(فلسفة جديدة لجدوى الإبداع)

لمن يظن أن الشعر والخيال يجعلان الإنسان واهما. أو يجعلانه دائما يعيش في عالم سعيد افتراضي
وبذلك يكون الأدب والشعر صناعة كل وأهم ومتخيل وتلك بالطبع نظرة خاطئة للإبداع وللرد على تلك الفكرة القشرية اقول :
أولا – لا تتصور يا صديقي
أن هناك أحد سعيد في واقعه لأنك لو فعلت ذلك كنت واهما
لأن الأغلبية الكاسحة من الناس يعيشون حالات معاناة مختلفة تجعلهم في حالة شجن تنقص من إحساسهم بالسعادة ولذلك هم يحتاجون دائما لمن يرفه عنهم أو يبدع لهم حالة معينة تجعلهم يعيشون في حالة تشبه حالتهم لعله يوجد لهم حل يعالجون به معانتهم أو يعلمون أن هناك من هو مثلهم فيصبرون ويقاومون ”
وعندئذ نفهم أن الآدب والشعر والإبداع هم ليسوا هروب من الواقع ولكنهما شرح لواقع مضى أو لحدث مر أو لحدث يحدث أو لحدث سوف يحدث وعلى ذلك تكون الصور المستخدمة فيه هي
ماضي ومضارع ومستقبل وأمر فيه شئ من الرجاء. ولكن ما يراد منه لا يحتمل الأمر المباشر للمتلقي وإنما يحتمل الرجاء
والابداع الأدبي هو أيضا شرح لأحساس يلازم الأنسان ويريد أن يعبر عنه بطريقة عامة فيها تورية وفيها خيال وفيها جمال وبها. شئ من التعميم وهناك من يبرز الخصوصية في الإبداع. ولكن إن أكثر نقول عنه أنه أغرق في الذاتية
ومن هذا نستنج أن الأدب والشعر هما تعبيران عن واقع ما بطريقة جميلة وعبقرية وعند التعبير عن هذا الواقع بطريقة الأديب والشاعر
كلاهما يلبسان هذا الواقع ملابس جمالية خيالية من الإستعارة والنعوت والتشبيه كما أنه يضيف تخيله لأحاسيس الطبيعة ويصف إحساسه الخاص بالطبيعة وبما يمر به ويراه في الحقيقة
ويزيد على كل ذلك إتقانه للغة وللهجة ومعرفة طباقهما وجناسهما مع قدرته الفذة على
استخدام الرنة الموسيقية. في القصيدة والنشيد والاغتية تلك الرنة
التي توحي بالحالة المزاجية للشاعر وتعمل على خلق حالات مزاجية متفقة أو متباينة عند القارئين أو السامعين تلك الحالات المزاجية تتفق على ما يسمى بالإنبساط والأستمتاع
سواء أحست بالفرح أو الشجن أو الحماس أو النقد اوالاعتراض أو الشوق أو الحب عند استماعها
أو قراءتها لحالة واحدة يقدمها الأديب والشاعر
وقد يشعر واحد من المتلقين بكل هذه الأحاسيس نتيجة تلقيه لحالة واحدة. وتتفق الأغلبية أو الأقلية في النهاية على الإعجاب بصانع العمل وقد لا يعجب به البعض وقد ترفضه الأغلبية فهم إنما
يعترضون عليه لأنه يخالف أفكارهم أو اذواقهم
أو لأنهم قد يكون لديهم عجز حسي معين يمنعهم من التذوق السليم. وعندما يقوم الأديب أو الشاعر
بإلباس الكلمة بأفضل الاستعارت والنعوت والأوصاف مع اجمل الاحسايس وفوقهم الموسيقى الراقية المحركة عندئذ
تكون الكلمة الأدبية أكثر إمتاعا من الكلمة العادية وأكثر تأثيرا في النفس والروح بل وتعمل على رقي التعامل بين نوعي المجتمع وبين الناس جميعا كما تعمل على التقدم الفكري الذي يجعل الإنسان رقيقا وواعيا بكيفية التعامل مع الناس حوله ولا تتركه للفظاظة التي تجعل الناس يظنون به الظنون ويرغبون عن الاقتراب منه ويؤثرون الابتعاد عنه

بقلم على الحسيني المصري

شاهد أيضاً

كبسولات نفسية 

#كبسولات_نفسية #عمرو_مصباح كتبت: د/غادة حجاج تم النشر بواسطة:عمرو مصباح *الفنانون وشباب اليوم بصمات تصنع الوجدان …