فضل شهر رمضان المبارك على المسلمين
بقلم/هاني محمد علي عبد اللطيف
إننا الآن في شهر عظيم مبارك ألا وهو شهر رمضان شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن شهر العتق والغفران شهر الصدقات والإحسان شهر تفتح فيه أبواب الجنات وتضاعف فيه الحسنات شهر تجاب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات ويجزل فيه لأوليائه العطيات
شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام فصامه المصطفى ﷺ وأمر الناس بصيامه وأخبر عليه الصلاة والسلام أن (من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه(ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه)
فشهر فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم فاستقبلوه بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات والتناصح والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير لتفوزوا بالأجر العظيم .
في الصيام فوائد كثيرة وحكم عظيمة منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة كالأشر والبطر والبخل وتعويدها للأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه .
وقد أشار النبي ﷺ إلى بعض فوائد الصوم في قوله ﷺ: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء .
فبيَّن النبي ﷺ أن الصوم وجاء للصائم ووسيلة لطهارته وعفافه وما ذاك إلا لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم والصوم يضيق تلك المجاري ويذكر بالله وعظمته فيضعف سلطان الشيطان ويقوى سلطان الإيمان وتكثر بسببه الطاعات من المؤمنين وتقل به المعاصي.
وعن النبيﷺ أنه قال( إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة).
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه) .
فهو شهر عظيم جعله الله ميدانًا لعبادة يتسابقون إليه في بالطاعات ويتنافسون فيه بانواع الخيرات والإكثار فيه من الصلوات والصدقات وقراءة القرآن الكريم والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأيتام وقد كان رسول اللهﷺ أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان وعلى المسلمين كذلك حفظ صيامهم عما حرمه الله عليهم من الأوزار والآثام فقد صح عن النبي ﷺ أنه قال (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) .
وقال جابر عبدالله الأنصاري رضي الله عنه أنه قال إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذي الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء .
فينبغي للصائم الإكثار من الصلوات والصدقات والذكر والاستغفار، وسائر أنواع القربات في الليل والنار .