فساد الشباب بين صمت المنابر وضجيج الشاشات
بقلم/السيد شحاتة
من المعروف أن شباب أي أمة من الأمم هم وقود مستقبلها المشرق فإن صلحوا صلحت الأمة وإن فسدوا ضاعت وأصبحت لقمة سائغة بيد أعدائها المتربصين بها
إن مرحلة الشباب هي مرحلة فاصلة بين ضعف الطفولة وكهولة الشيخوخة فلذا تقاس أي أمة بقوة شبابها فهم عصبها النابض وصناع مستقبلها
ولكن لننظر الي ماوصلوا اليه فالشباب حائر بين قيم يجب أن يتمسك بها وبين أوقات فراغ لايعرف كيف يستثمرها
لديهم الكثير من أوقات الفراغ يصرفونها في العبث الذي لا طائل من ورائه ولاخير يجني ثمارة حيث لايوجد توجية وإرشاد مجتمعي بل يكاد يكون منعدما
لقد تدخل الكثيرون وقد يكونوا مدعومين من الخارج في تقويض عقولهم وإفساد عقائدهم وأصبح ازدراء الأديان منتشرا دون عقاب
لقد ماتت ثقافتنا ومعتقداتنا التي تحض علي الأخلاق والفضيلة وبهرتهم الحضارة الغربية وقشورها فتنكر البعض لدينهم وقوميتهم ففقدوا شخصيتهم
وأصبحت قيمنا واخلاقنا التي كنا نتباهي بها عصورا من الزمن أصبحت تتعرض للانقراض رويدا رويدا ونحن غافلون أو متغافلون
أين دور منابر المساجد في توجيهم في ظل شاشات فضائية تعرض كل ماهو قبيح مؤلم فأصبحت هذه الفضائيات أكثر تأثيرا فانتشرت الرذيلة والقتل والانتحار والفساد والمخدرات فلو كانت للمنابر من تأثير ماحدث مانراه يوميا
لانريد كلمات جوفاء يطلقها أئمة المساجد يتلونها علي المسامع كمن يقرأ كتاباً
فضعف الوازع الدينى وغياب القانون أو تعطيله هما السبب الرئيسي وراء كل ذلك
فأصبحت المنابر فاقدة لكل أهلية ورمزية وأصبح الشارع هو الحاضن والمربي وطبعا لا يمكن أن ننسي أن للعولمة دور كبير وبارز في تحطيم الدين والأخلاق لصالح مناهج تخاطب الرذيلة والفحشاء
أيها الأئمة دوركم كبير ولنا في سابق عصورنا الدليل ولكنكم لم تؤثروا كما كان من قبلكم
أيها الموتي المتشبثون بمكبرات الصوت في منابر مساجدنا قولوا قولة حق ونصيحة حق فإنكم مسؤولين عنها أمام الله فقد أضعف الله إيمانكم يوم تركتم ولائكم لله ورسوله
قولوا كلمة الحق لتوعية الشباب واحسنوا فيها فقد دمرتهم الرذيلة والمخدرات إلا من رحم ربي فدمرت عقولهم وانتم صامتون
عودوا الي الحياة أيها الموتي أو موتوا بعيدا عن منابر مساجدنا ودعوها لمن كانت ضمائرهم نابضه فلو كانت لكلماتكم تأثير ما وصلنا الي مانحن فيه
فقد هرمت أفكاركم أضعاف ماوصلت إليه أعماركم التى راحت سُداً من غير فائدةٍ ولا طائل