: عالم الميتافيرس
بدلا من الفيس بوك المحدود
تقديم بدرى ابوخزيم
استطاع مربع أزرق صغير، يتمركز فيه حرف F، أن يحتل صدارة العلامات التجارية على مدار ما يقرب من عقدين كاملين، حتى مساء أمس، عندما قرر مارك زوكربيرج مالك فيسبوك إلى تغيير اسم علامته التجارية، إلى ميتا.
يعتبر تغيير العلامة التجارية من حرف الـF إلى ميتا، والتي أصبح علامتها على شكل يشبه علامة اللانهاية، خطوة رئيسية ضمن خطوات إصلاح شامل لمؤسسة فيسبوك، على أن تبقى أسماء التطبيقات (فيسبوك، انستجرام، وواتس آب)، التي يتحكم بها زوكربيرج كما هي، ولكنهم جميعا سيعملون تحت مظلة ميتا.
توضح هذه الخطوة رؤية زوكربيرج، الذي يريد توحيد جميع العوالم الرقمية التي يديرها تحت مظلة واحدة كبيرة اسمها ميتافيرس، لأنه يرى أن هذا سيكون مستقبل الديجيتال في العالم، كما أن تغيير العلامة التجارية للشركة سيبعدها عن الاتهامات الموجهة لها بنشر الكراهية والمعلومات المضللة للجمهور، فشركة فيسبوك قانونيا قد انتهت وحلت محلها شركة ميتا، هذا بحسب ما ذكر في موقع نيويورك تايمز.
قال مارك زوكربيرج عبر بيان عن تغيير العلامة التجارية من فيسبوك إلى ميتا: “كنت أفكر لفترة طويلة في تحديد هويتنا، وآمل بمرور الوقت أن يرانا الجمهور على أننا كيان اسمه ميتافيرس”.
وأوضح زوكربيرج أنه استطاع أن يبني عالم ديجيتال موازي لكيان اسمه ميتافيرس، مؤكدا أن ميتافيرس ستكون المنصة الاجتماعية الرئيسية للعالم، وستلعب دورا كبيرا في إطلاق العديد من شركات الديجيتال، حيث سيستخدمها آلاف من الأشخاص الذين سيطلقون أعمالهم عبر الإنترنت، مشيرا إلى أنها ستكون المنصة الأولى لهم خلال 10 سنوات مقبلة.
وعلى الرغم من أن زوكربيرج كان يخطط لهذه الخطوة الكبيرة منذ فترة طويلة، إلا أنه اختار وقت التغيير الأنسب على الإطلاق، وذلك بعدما تعرضت شركة فيسبوك للتحقيق الأكبر في تاريخها، حيث تم اتهام انستجرام بإلحاق الضرر في نفوس المراهقين والشباب، بجانب اتهام فيسبوك بنشر الكراهية والمعلومات المضللة.
ووصلت الاتهامات إلى ذروتها عندما سربت موظفة سابقة بشركة فيسبوك، فرانسيس هوجن، عدد من الوثائق تكشف معرفة الشركة بالأضرار التي تسببها للمستخدمين، وتتغاضى عنها من أجل الحصول على المال، وقد نشرت صحيفة وول ستريت جورنال هذه الوثائق.
أدى كشف الوثائق إلى تنظيم عدة جلسات استماع في الكونجرس الأمريكي للتدقيق في جميع وثائق شركة فيسبوك منذ عام 2016م، ويعتبر تغيير العلامة التجارية لفيسبوك دلالة واضحة على إعادة هيكلة الشركة، وإبعادها عن الاتهامات التي ستجعل لها سمعة سيئة بمرور الوقت.
من ناحية أخرى، عمل زوكربيرج على بناء كيان ميتافيرس منذ فترة طويلة، فقد أطلق العام الماضي سماعات تابعة لهذا المشروع الجديد، وهي أحدث تكنولوجيا للسماعات الافتراضية في العالم، وأطلق عليها أوكولوس كويست2، وفي أغسطس الماضي كشف زوكربيرج عن خدمة جديدة اسمها هوريزون وورك رومز، وهي خدمة اجتماعات افتراضية، يمكن من خلالها الأشخاص ارتداء السماعات الافتراضية الحديثة والدخول إلى هذه الغرف، ليشعروا وأنهم في نفس المكان، وفي اجتماع داخل غرفة مغلقة داخل مكتب العمل بالفعل.
لم تقتصر خدمات ميتافيرس الافتراضية على هذين المشروعين فقط، بل أطلقت ميتافيرس خط إنتاج نظارات جديد بالتعاون مع شركة راي بان، ويمكن لهذه النظارات تسجيل مقاطع الفيديو، والتي قال عنها زوكربيرج في بيان إطلاق ميتافيرس بالأمس: “الخدمات التي نطلقها خلال ميتافيرس ستجعلنا نعيش داخل فيلم خيال علمي”.
وأكد زوكربيرج أنه عبر كيان ميتافيرس لن يشعر الإنسان بأنه محبوسا داخل منصة واحدة أو عالم ومكان واحد، بل سيشعر بأنه أكثر من نسخة في أكثر من مكان، يمارس حياته بشكل طبيعي في عمله، وسيكون مع عائلته وأصدقائه أيضا.
وأردف أن ميتافيرس ستعمل من خلال شركات تكنولوجية مختلفة، وستتطلب أشكال جديدة من الحوكمة، لأنها ستخلق عالما افتراضيا جديدا، وسيحتاج الناس بعض الوقت لكي يعتادوا على استخدامه.
وسيدعو عالم ميتافيرس الناس من جميع أنحاء العالم لإنشاء تطبيقات وبرامج تعمل تحت مظلته، كما هو الحال مع اقتصاديات الهواتف المحمولة، ولهذا أعلن زوكربيرج أن ميتافيرس ستحصل على مقابل رمزي مقابل الخدمات التي ستقدمها لمطوّري التطبيقات الجدد، كما ستستثمر في تطبيقات أخرى، حيث خصصت ميتافيرس 150 مليون دولار لتطوير التطبيقات التعليمية.
وأنهى زوكربيرج حديثه عن كيان ميتافيرس قائلا: “نحن ملتزمون بتقديم عالم ميتافيرس للجمهور، وهي الخطوة القادمة في حياتنا العملية”.