عاشور كرم يكتب عن حد السرقة

بقلم / عاشور كرم 

السرقة :

إن السرقه هي أخذ المال على وجه الاستتار وهو ما يعرف ( خفيه ) فتعريفه في الشريعه محدد فيختلف عن الحرابه ، فهو أخذ المكلف مالا محرما لغيره نصابا إخراجه من حرزه خفيه ولا شبه له فيه .

حد السرقة:

فحد السرقه هو عقوبه محدده بالشرع الإسلامي بسبب السرقه وهي أخذ المال خفيه من حرز المثل بشرط أن يكون السارق مكلفا وأن يسرق من المال قدر نصاب وأن يسرقه من مكان محروز بحرز المثل وألا يكون للسارق فيه ملك او شبه ملك على أن تثبت السرقه بالبينه الشرعيه عند القاضي الشرعي بعد الرفع إليه الأمر فهو وحده المخول بإقامة الحد وهو قطع اليد اليمنى من الرسغ .

مشروعية حد السرقة :

إن الله تعالى حدد مشروعيه حد السرقه في الإسلام فقال في قرانه عز وجل :((والسارق والسارقه فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم))

الشروط الوجبة لحد السرقة :

لتطبيق حد السرقه يجب أن تتوافر الشروط اللازمه لتطبيقه وهو أن يكون السارق مكلفا أي بالغ عاقل مختارا مسلما أو ذميا وأن يكون احذه في الخفاء والاستتار وأن يكون المال في حرز وهو يخرجه انتفاء الشبهه وأن يكون مالا محترما فلا حد على من يسرق خمر أو أشياء محرمه وأن يكون مختارا لأنه لا قطع على المكره لأنه معذور على أن يبلغ النصاب وهو ربع دينار ذهبا فأكثر وأن يكون عالما بالتحريم فلا قطع على جاهل بتحريم السرقه ويأخذ هذا المال على وجه الخفيه فلا قطع على الاغتصاب والاختلاس والنهب والغش وإنما في ذلك التعذير فإذا تحققت هذه الشروط وجب حد السرقه بقطع اليد .

كيفية ثبوت السرقة :

وتثبت السرقه بطريقتين اولهما
الإقرار : وهو أن يقر السارق على نفسه بأنه قد سرق والثاني الشهاده
بأنه يشهد عليه رجلان عدلان لأنه قد سرق ولا تقبل شهاده النساء في الحدود فإذا تمت هذه الشروط وجب القطع وإذا اختل شرط منهما سقط القطع والإمام التعزير بما يراه مناسب .

تطبيق حد السرقة
إن جريمه السرقه إذا ثبتت وجب إقامة الحد على السارق وهو قطع يده اليمنى من مفصل الكف لنص الآيه الكريمة: (( والسارق والسارقه فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم )) ويغمس موضع القطع في م فصل الزراع في زيت مغلي لتسد أفواه العروق فينقطع الدم وإذا سرق ثانيه قطعت رجله اليسرى من مفصل الكعب فلا تقطع يداه لأن قطع يده يفوت منفعه الجنس فلا تبقى له يد يأكل بها ولا يتوضا ولا يستطيب فان عاد فسرق بعد قطع يده اليمنى ورجله اليسرى حبس

وأخيرا اختتم حديثي بأن.
السرقه حرمت في الإسلام وذلك للمحافظه على الأموال العامه والخاصه فهي ثمرة جهد مبذول لصاحبه ولأن المال هو عصب لهذه الحياه والتخويف والترويع للامنين ولأن حمل السلاح على الغير بغير حق فيه إيذاء للآخرين وفيه هلع لهم فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(( من حمل علينا السلاح فليس منا ومن غشنا فليس منا ))
والبعض يصاب بالجنون وفقدان العقل بسبب ترويعه وتخويفه من اشنع الأفعال .

ومنع الجريمة وانتشارها في المجتمع لو لم تحرم السرقه لتفشى السطو على البيوت والاعتداء عليها وعلى الحرمات
وتحفيز الشاذين في المجتمع على العمل والكسب وعدم تركهم لكي يتعايشون من الناس والنهب والسلب من الآخرين