أخبار عاجلة

ضمة حنين

ضمة حنين
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
**********************
((( ضمة حنين ٠٠!! )))
الشاعر العُماني صالح البريكي – ١٩٨٨م ٠
” سينبتُ فوقَ الحنينِ لقاءْ
ويخلقُ ظِلاً يُزيحُ الشقاءْ
.
فترقصُ جمعَ الورودِ هُنا
على وجنتيكِ صباحَ مساءْ
.
يمرُ النسيمُ عليلٌ جميل
ليأخُذَ قلبي عِنانَ السماءْ
.
فأسقُطُ غيثاً على حاجبيكِ
وأمتدُ كُحلاً إلى ما أشاء ”
( من قصيدة : سينبتُ فوقَ الحنينِ لقاءْ )
٠٠٠٠٠٠٠

من أرض سلطنة عمان حيث التراث و جماليات البيئة و العمق التاريخي و البعد الجغرافي الممتد نحو الخليج العربي بكل ظلاله ٠٠
نطوف حول الإبداع الفني مع الأدب و الفنون و الثقافة لنشاهد مدى تأثير البيئة هنا في الشاعر العُماني و هى تذخر بالكثير في هذا المضمار ٠٠
و في هذه التغريدة نلقي الضوء على الشاعر العماني( صالح البريكي ) الذي يضمه الشوق و الحنين فيعرج بنا صوب الشعر الفصيح و النبطي
، الشعر النبطي، شعر المروبع، قطعة ونتفة ويتيم..
و من ثم يترجم لنا بواعث مشاعره المرهفة و المتنوعة و التي استقاها من نشأته في ولاية صحم ذات القلاع الحصنون و الافلاج و الزراعة المتفردة فامتزج في بستانها ليرسم لنا صورته الشعرية لوحات خالدة هكذا ٠
على كتابة القصائد العمودية، فأنا أجد هذا الأسلوب هو المحبذ لدي، ويمكنني القول إنني كتبت في مواضيع مختلفة فقد كتبت القصائد الوطنية والغزلية، كما كتبت في قضايا مجتمعية عديدة؛ أما العشق فكان له النصيب الأكبر أو كما يقال «أخذ نصيب الأسد» إن صح التعبير، وهذه الأبيات بعض مما كتبت:

كتاب أنصت بسمعك العجاب

عن فتاة قد تعلى شأنها

وسط سوق… بين زحمة وانعجاب

طحت فجأة بالخطأ ع أجفانها

غرقتني بالدمع والكحل ذاب

وصرت وحدي بالمقل ربانها

البحر معجب.. لو بيهديها سحاب

لين تمطر مالعيون أحزانها

تسقي أرض قاحلة ويبكي التراب

لين تزهر مالفرح كثبانها

هيه جنان الأرض صارت يا كتاب

ودي أقطف من ثمار أغصانها

من قليل التوت ضد الاكتئاب

لين روحي تنطفي نيرانها ٠

= يقول عن ظاهرة الحزن في الشعر و الإبداع عموما :
” الحزن بالنسبة للشاعر كالطفل المدلل الذي إذا احتضنته بقي متعلقاً بصدري ولا يود مفارقتي، وهو أسوار الفرح، وأمطار الصيف، صار رفيقي الوفي وليس الدائم فعندما ألتقيه أدرك بأن هناك نجاحاً قادماً في القطار الذي يليه، علماً بأن جميع نجاحاتي تسبقها الأشجان وبقدر ذلك يكون توفيقي من الله ” ٠

* نشأته :
======
ولد شاعرنا العماني صالح سعيد البريكي في سلطنة عمان عام ١٩٨٨ م
بولاية صحم محافظة شمال الباطنة ٠
و هو يقيم في مسقط العاصمة و يتردد على مسقط رأسه عنوان التجليات ٠
و قد صدر له ديوانا بعنوان ( ضمة حنين ) ٠
بجانب القصائد الأخرى العديدة المنشورة في المجلات و الصحف و المواقع ٠
و الكتابات التي تشمل الرؤى ٠

* حول شاعريته :
———————-
و شاعرنا البريكي ينتمي إلى أسرة معرقة في الشعر ، و من ثم يكتب القصيدة العمودية، كما يكتب
في مواضيع مختلفة بدايةالقصائد الذاتية والوطنية والغزلية، و المجتمعية ، و يهتم بقضايا مجتمعية عديدة ، أما العشق فكان له النصيب الأكبر أو كما يقال :
” أخذ نصيب الأسد ” إن صح التعبير ٠

و شاعرنا له حضور في عدد كبير من الأمسيات وكان قد حصد الفوز بالمركز الأول في مسابقة الشعر التي ينظمها نادي صحم الرياضي ضمن إبداعات شبابية لمدة عامين متتاليين..
عضو بمجلس إدارة مجلس صحم الشعري ٠

و قد بدأ كتابة الشعر بعمر 12 سنة وكانت بدايته كبداية أي شاعر آخر، و عن موهبته تطورت وصقلت مع الوقت من خلال القراءة والاطلاع، و ظل الشعر النبطي هو مرفأ البداية بالنسبة له وما زال كذلك حيث إنه بدأت رحلته بكتابته ومن أوئل الأبيات التي نظمها في تلك المرحلة:
أحزاني جابتلي أرق

وآمالي نامت ع الورق
بتحدها عدة سطور
بدفتر(ن) أمس احترق
والله إني قد نويت
أطفيه.. وأدميته غرق
من عيني يسكب والجبين

الدمع وزخات العرق ٠

*مختارات من شعره :
=================
و ها هو شاعرنا يبرز لنا محاسن الصيف برغم شدة الحرارة في منطقة الخليج لكنه يستخلص منه الجمال و الخيال في دفقات تحمل دلالات الروح عند التأمل فيصوره بالصاحب و الموطن فيقول في إحدى قصائده عن موسم و فصل الصيف :
أَنَّا لَا أَكْرَهُ الصَّيْفَ ، بَل أهواهُ
فِي شَمْسِهِ ونسيمهِ وشذاهُ

هُو موطني فِي كُلِ عَامٍ مَرَّةً
هُو صَاحِبِي كَم مَدّ لِي يُمْنَاهُ

فالنَّخْلُ يُنْفِقُ مِنْ لَذِيذِ ثِمارِهِ
رَطَباً جَنِيَّاً سَائِغاً أُكلَاهُ

وَحَمَامَةُ الْقَمَرِيِ هَيّجَ لحنُها
نَبْضُ الْفُؤَادِ وَأَوْقَدَت ذِكَرَاهُ

فَأَخِي هُنَاكَ ودفتري وصديقنا
وملامحُ الشِعْرِ الَّذِي أنْسَاهُ

مَضَت السِّنِونَ بِلَا أَبِي وذَكَرْتهُ
وضعَ الظِلالَ لجبهتي كَفَاهُ

مَنْ يَكْرَهُ الصَّيْف الْجَمِيل تَكَبَرَ
إن التَّكَبُّرَ سَيِّئٌ عُقْبَاهُ ٠

***
و يقول شاعرنا صَالِح البريكي في قصيدة أخرى عن العشق و منها
هذه الأبيات :
كتاب أنصت بسمعك العجاب

عن فتاة قد تعلى شأنها

وسط سوق… بين زحمة وانعجاب

طحت فجأة بالخطأ ع أجفانها

غرقتني بالدمع والكحل ذاب

وصرت وحدي بالمقل ربانها

البحر معجب.. لو بيهديها سحاب

لين تمطر مالعيون أحزانها

تسقي أرض قاحلة ويبكي التراب

لين تزهر مالفرح كثبانها

هيه جنان الأرض صارت يا كتاب

ودي أقطف من ثمار أغصانها

من قليل التوت ضد الاكتئاب

لين روحي تنطفي نيرانها ٠
***
و يقول شاعرنا العماني صالح البريكي في قصيدة غنائية تحمل عنوان ديوانه ( ضمة حنين ) يبدع فيها عن تباريح الروح بين شوق و حزن ثم ينتصر لإرادته و صمود موال الشعر :
صار اللقا خايب حزين

وأيامنا تأبا تزين

.

والعمر وردة وذبلت

نامت على كف اليدين

.

وانا بي الطبع القديم

باقي على ماتذكرين

.

أحلم كما الناس التي

بأحلامهم مستيقضين

.

واسأل عيونك وقتها

بين الزهر والياسمين

.

عقب الضما ياملهمة

من دنيتي وش تطلبين

.

قلتي الهوى لو بس عدل

وألقاك جنبي كل حين

.

وآخذ على قد البعد

شهقة معَ ضمة حنين ٠

***

—–
هذه صفحة من الشعر العماني المعاصر لشاعرها الحادي بالغناء و المسكون بالحنين صالح سعيد البريكي الذي قدم لنا ألوان شاعرية كثيرة تستوعب عمق تجربته بكل المقاييس و المعايير لخصائص القصيدة الفنية في اختصار لمراحل تستوقفه في ساحة الشعر العربي من خلال قوالبه المستحدثة مع الاحتفاظ بالهوية و القصيدة الموروثة و الغنائية يوظفها لواقعه في يومياته دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله ٠

شاهد أيضاً

أحتاجك

بقلم الصحفية / سماح عبدالغنى  أحتاجك أعنيها بصدق وأبكيها بصمت أتحملها بوجع وأخفيها بكبرياء، لا …