بقلم/ سماح عبدالغنى
أكتب إليك بيدٍ مرتجفة، وبروح لا ترتجى غيرك، وبقلب قد أمتلأ بك حتى غاصّ، ثم فاض ولم يَجدك..
ما زلت أنتظرك، رغم الغياب، تسكن في ذلك المكان المجهول بين الروح والعين… كجرحٍ لا يُشفى، وكوعدٍ لا يُنفذ.
“كأنّ قلبى مات منذ رأيتك” ومضيتُ أحيا بعدك لا لأن فى الحياة حياة، بل لأن الألم علّقنى كالمصلوب لا يموت ولا يُفلت..
أراك فى كل الوجوه، فلا أُبصر غير روحى فيك تتجلّى.
أتذكر؟ لا، لا تذكر !!
لم يكن بيننا حديث فى الحب، لكن كانت العيون تتكلم، كان بيننا شيء أعمق من الكلمات، نظرةٌ حملتنى إليك وكسرتنى فى آن واحد كانت كفيلة بأن الطريق بيننا مقطوع..
“لقد سرقنى الجمال فيك كما يسرق الموت كل شىء جميل من هذه الدنيا” جمال من نوع خاص ليس شكلا أنما هى رساله دعوه ذات يوماً بالحب ولقد أصابتنى..
لم أحبك لتكون لى، أحببتك لأنى لا أملك إلا أن أحبك، كمرضٍ لا علاج له، كدعاءٍ لا يستجاب، كحلمٍ لا يُصدَّق.
كنتُ كل ليلة أُناديك، فأسمع صدى صوتى فى الفراغ، ولا يجيبنى إلا السكون، كأنما “أصواتنا تذهب إلى الله، ولا تعود”،
“عزيزى بل حبيبى”
ما أقسى أن تحب المرأة رجلاً ، وما أوجع أن يكون له وطنًا لا يعرف أنه مسكنه.
“كان قلبى كالقبر، حتى مررت… فإذا به يتحول جنّة”
لم أُريدك ، لا بل أردتك فى النور، فى السلام، فى دفء روحى، أردتك قلب وعقل يتفهمنى، أردتك نبض يسرى فى دمى..
لكنى ما زلت كلما تذكرت أنك هناك، فى حياة أخرى، فى يدا غير يدى، يعود إلى الألم دفعةً واحدة…
فتنطفئ بى الدنيا، وأصيح للسماء بأعلى صوت أنادى لأراك… لكن ما من مجيب!
أحببتك بما يكفى لأبكيك ألف مرة دون أن يرانى أحد ،
وبما يكفى لأدعو الله لك كل ليلة، لا أن تعود… بل ألّا تبكى، ولا تنهزم ، أو يدخل الحزن قلبك.
فلا تذكرنى… لكن إن مرّ طيفى بك
فأرفع عينيك للسماء، وأذكرنى حدث ربك عنى قول له:-
كان هناك قلبٌ يحبنى، ومات دون أن أشعر به..
وفى نهاية رسالتى!
شكرا لأنك علمتنى الحب دون أن أدرى..
*بتوقيع أمراة لا تحسن الفقد، ولا تجيد النسيان… لكنها ما زالت تحترق صامته، تنظر من بعيد عليك وتتفقدك، تتمنى لك الخير فكن بخير من أجلها.*