بقلم / عادل عبد الرازق
وتقفين بشرفتك ..
تحتضنين زهور الياسمين
تداعبين وريقاته ..
وابتسامتك لا تهدأ
و لا تستكين
تنسقين أوراق الفلّ ..
وتواسين البنفسج الحزين
تراقصين عيدان اللبلاب ..
ومع القرنفل والريحان ..
… تتراقصين
تنظرين نحو الورد
وبكل الدلال تتمايلين
وتبقين بالشرفة ..
من شهور ..
ومن سنين
وكأنك في صلاة أبدية ..
بأحرف من عطر تترنمّين
تبتسمين وتبتسمين
بالطابق الثالث أنت ..
وتحت النافذة آلاف العاشقين
يروحون ويحيئون ..
ويلوحون بإشارات الحب والحنين
وكأنك لاترين ..
وكأنك لا تسمعين ..
وكأنك لا تفهمين
وبالدروب ..
يا سيدتي طوابير المحبّين
وأنا بنافذة بنايتي ..
أنظر إليك من بعيد ..
وبقلبي خيال مسكين
ماذا أكون أنا ..
ومن أنا في طابور المنتظرين
من أكون أنا ..
في زحام القادمين والراحلين
غير عاشق مثلهم ..
ينتظر في طرقات الحائرين
كل يوم أرتحل في عينيك ..
وأعود بإرهاق المسافرين
لا أعود بغير اللامبالاة ..
وشعور الحيارى والبائسين
المحبطين
اليائسين
أحتضن يأس العالم ..
وأبيت بديار المحرومين
لا تهتمين إلا بالزهور ..
لا تحبين إلا الزهور ..
وبالعشاق لا تكترثين
فإلى متى سيدتي ..
أحبك أحبك أحبك ..
وأنت يا سيدتي لا تشعرين
إلى متى يبقى الحال هكذا
إلى أن أضيع بين الضائعين
وأتوه بين التائهين
أم إلى أن يوليّ قطار العمر ..
وأكون من الموتى والراحلين
إلى متى يا من جعلتيني ..
أكره كل زهور الياسمين
وأتمنى لو أغتال الفل والريحان ..
وأدس السم للبنفسج الحزين
وأقتلع عيدان البلاب ..
وأقتطف الورد اللعين
كل الزهور تأخذك مني ..
كل الزهور تبعدك عني ..
وتظل بيني وبينك حصناً حصين
إلى متى يا سيدة الزهور ..
تبقى الزهور بينني وبينك ..
حصناً حصين