كتب أحمد عبد الحميد
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على قوة العلاقات الثنائية التي تجمع بين مصر ورواندا، في جميع المجالات، مشيرا إلى مواصلة التشاور والتنسيق السياسي القائم بالفعل بين البلدين وذلك لدفع التعاون الثنائي المشترك، على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية.
وأضاف في كلمته خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا، أن مصر تعتز نعتز بتجربة رواندا الرائدة؛ لتحقيق رؤية تنموية طموحة وقصة ملهمة بقيادة.
وفيما يلي نص الكلمة:
أخي الرئيس بول كاجامي رئيس جمهورية رواندا الشقيقة، يسعدني اليوم، الترحيب بأخي فخامة الرئيس بول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا الشقيقة والذي تحمل زيارته العزيزة إلى القاهرة، الكثير من معاني الإخاء والترابط، بين مصر ورواندا، وتعكس مدى قوة العلاقات الثنائية التي تربطهما كما تأتي استمرارًا للتواصل والتنسيق المستمر بيننا، حول مختلف القضايا الثنائية والإقليمية، وإننا نعتز كثيرًا، بما تتسم به لقاءاتنا، من قدر كبير من التفاهم والود، واتفاق وجهات النظر حيال العديد من القضايا ونحرص على تبادل الرؤى، تقديرًا لدور فخامته الإقليمي والقاري ولما تتسم به رؤيته، من عمق وسداد، تجاه القضايا محل الاهتمام المشترك.
وأود في ذات السياق، أن أعرب عن تقدير مصر، وفخرها بتجربة رواندا الرائدة في التنمية، تحت قيادته والتي انطلقت بالبلاد من مرحلة التحديات والصعاب، إلى مرحلة تحقيق الرؤية التنموية الطموحة، على كافة الأصعدة كقصة نجاح إفريقية ملهمة والتي ظهرت ثمارها على أرض الواقع، خلال الفترة الماضية.
لقد ناقشنا اليوم، التقدم المحرز في مختلف أوجه العلاقات الثنائية، خلال الفترة الماضية وما شهدته من خطوات جادة، لدفع وتطوير العلاقات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية وتوافقنا على أنه بالرغم من العديد من الإنجازات، التي حققناها في تنمية تلك العلاقات إلا أنه ما زالت هناك فرص عديدة، للارتقاء والنهوض بها.
لقد اتفقنا اليوم، على مواصلة التشاور والتنسيق السياسي القائم بالفعل بيننا وذلك لدفع التعاون الثنائي، وتنسيق مواقف البلدين حيال القضايا الإقليمية، ذات الاهتمام المشترك.
كما توافقنا على ضرورة الارتقاء بمعدلات التبادل التجاري، والذي نما بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين على الرغم من جائحة “كورونا” واتفقنا على ضرورة استغلال ما يمتلكه البلدان، من إمكانات وفرص هائلة للتعاون، ودفع الشراكات الاقتصادية سواء الرسمية، أو من خلال القطاع الخاص بين البلدين وضرورة تيسير الاستثمارات المصرية في رواندا وذلك إيمانًا بدور القطاع الخاص، في دعم التعاون الاقتصادي، بين بلدينا الشقيقين.
وبحثنا كذلك، التعاون القائم في المجال الطبي، ومجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي وأود أن أشيد في هذا الإطار، بما تبذله رواندا من جهود إقليمية مقدرة، في هذا المجال.
وفيما يتصل بعملية بناء الكوادر، الهادفة إلى دعم التنمية فقد أعدت التأكيد على التزام مصر، بالاستمرار في تسخير إمكاناتها والعمل على توفير التدريب، وبناء قدرات الكوادر الرواندية في مختلف المجالات، بالتنسيق بين مختلف الجهات المصرية.
وعلى جانب آخر؛ فقد تطرقنا إلى تطورات ملف “سد النهضة” وأعدت التأكيد على أهمية التعاون المشترك، بين كافة دول حوض النيل من منطلق الحرص على المصالح المشتركة، وعدم الإضرار بأي دولة من دول الحوض ورفض مصر لأي إجراءات أحادية، من شأنها المساس بمقدرات الشعوب لاسيما تلك التي تعتمد على هذا النهر كرافد أوحد للحياة والتنمية.
وأكدت كذلك ضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم، حول ملء وتشغيل سد النهضة، في إطار زمني مناسب بما يعزز من الأمن والاستقرار الإقليمي استنادًا إلى قواعد القانون الدولي، ومقررات مجلس الأمن.
كما تناولت المباحثات بيننا، قضايا الأمن والتنمية في القارة الأفريقية بما في ذلك قضية تفشي الإرهاب والتي تشكل تحديًا حقيقيًا لعملية التنمية في إفريقيا واستعرضت في هذا الصدد، الجهود المصرية الناجحة في مجال مكافحة الإرهاب كما نوهت إلى قيام مصر، بإنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب مشيدًا في المقابل، بالجهود الرواندية في عمليات حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة في إفريقيا.
وقد تبادلنا كذلك، وجهات النظر حيال مختلف القضايا الإفريقية، المطروحة على الساحة.
ولقد تناولت كذلك، خلال مباحثاتي مع الرئيس “كاجامي”، تعاوننا وتنسيقنا المشترك، في إطار الاتحاد الإفريقي، وكذلك تجمع “الكوميسا”، الذي ترأسه مصر حاليًا وتوافقنا على أهمية الإسراع، بإنهاء مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية، وتفعيلها.
وأكدت في هذا الإطار، دعم ومساندة مصر لعملية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، وتقديرنا لجهود فخامته على هذا الصعيد، باعتباره رائدًا لهذا الملف المهم.
وأخيرًا، وفيما يتصل باستضافة ورئاسة مصر، للدورة “٢٧” لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، في نوفمبر ٢٠٢٢ فقد أكدت حرص مصر، على التعبير خلال تلك الرئاسة، عن تطلعات دول قارتنا الإفريقية في هذا المجال وعزمنا على أن يسفر المؤتمر عن نتائج تنفيذية ملموسة تحقق نقلة مهمة، في مجال العمل الدولي المشترك، حيال المناخ.
أخي الرئيس بول كاجامي، أعرب لكم مجددًا، عن امتناني لتشريفكم الكريم، وتقديري لمباحثاتنا البناءة اليوم التي أكدت حرصنا المتبادل، على توطيد علاقاتنا الإستراتيجية، تحقيقًا لمصالحنا المشتركة متمنيًا لفخامتكم، ولشعب رواندا الشقيق، المزيد من التقدم والاستقرار.