ذكرى استشهاد علي الكرار عليه السلام

أفكار بصوت مرتفع
زينب كاظم
سنتحدث في هذا المقال عن شخصية تأريخية ودينية وإجتماعية عظيمة والعظمة لله ،إنه خير خليفة للمسلمين وللناس وخير اخ وصديق وإبن عم وصهر للرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الا وهو الإمام علي إبن أبي طالب عليه السلام .
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام المصادفة لشهر رمضان الفضيل سنتاول جانب من حياته ،
تحدثنا في مقالات سابقة عن زهد الامام علي عليه وتركه لمباهج الحياة والترف وكرمه وسخاءه وعطاءه اللامتناهي للفقراء والأيتام وقصصه معهم التي لاتعد ولا تحصى وسنكمل في هذا المقال الحديث عن تلك الشخصية السامية الرائعة، فمن اقواله المأثورة عن زهده من الدنيا وملذاتها يقول عليه السلام (اليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك ، قد انسللتُ من مخالبك ، وأفلتُّ من حبائلك ، واجتنبت الذهاب في مداحضك. أين القرون الذين غررتهم بمداعبك؟ أين الأمم الذين فتنتهم بزخارفك؟ هاهم رهائن القبور ومضامين اللحود . والله لو كنت شخصا مرئياً وقالباً حسياً لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني ، وأمم ألقيتهم في المهاوي ، وملوك أسلمتهم إلى التلف ، وأوردتهم موارد البلاء ، إذ لا ورد ولا صدر . هيهات من وطأ دحْضك زلق ، ومن ركب لججك غرق ، ومن ازْوَرَّ عن حبائلك وُفق ، والسالم منك لايبالي إن ضاق به مناخه ، والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه . أُعْزُبي عني ، فوالله لا أذلُّ لك فتستذليني ، ولا أسلس لك فتقوديني) و(يا دنيا غرّي غيري قد طلقتك ثلاثا”).. هكذا قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن الدنيا الفانية ،لذلك كان يعطي طعامه للفقراء والمحتاجين ويجول في المدينة يوزع الطعام والمال للمساكين والأيتام واحيانا يلاعب الأيتام ويواسي المهموم والحزين فكان خير خليفة واطهر إنسان عرفه التأريخ بعد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ،
اما عن استشهاده فتلك الحادثة الأليمة التي يبكي عليها التأريخ دما لأنها صادفت مع شهر رمضان اذ كان الإمام صائما وإثناء صلاته وغفلته ،ومما لا يعلمه الكثير من الناس ان قاتل الإمام علي عليه السلام عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله هو تربى في بيته لكن هناك إمرأة حاقدة تلاعبت بعقله تدعى قطام فأثارت حقده تجاه الأمام وتهيأ لقتله ونام في المسجد فدخل المسجد فوجده نائما على بطنه فنصحه بأن يقوم ويصلي قائلا له (لاتنم نومة الشياطين وقم واذكر ربك وصلي ) لكنه ظل على وضعه وعندما بدأ الأمام بصلاة الفجر وعند دخوله في الركعة الثانية وتحديدا إثناء سجوده إنقض بن ملجم بالسيف على الإمام علي عليه السلام وضربه ضربة قوية على رأسه وجرحه ،وظل الإمام جريحا نازفا فنصحه الطبيب أن يأكل أكلة رز الماش مع اللبن تعويضا له عما فقده من دم لذلك تسمى ليلة استشهاده بليلة المشتهاة او حسب اللهجة الدارجة (المشتهاية) خطأ لأن الإمام وكما أشرنا إنه كان زاهدا من كل ملذات الحياة ولا يشتهي شيئا لكن تلك نصيحة الطبيب و للاسف استشهد قبل ان يذوقها
والجملة المعروفة للجميع التي نطقها بعد ضربه بالسيف هي (فزت ورب الكعبة )،كإشارة الى الكعبة التي ولد فيها لذلك يسمى وليد الكعبة او ولدته الكعبة ،ومن الجدير بالذكر هو إنه ولد في الكعبة التي هي دار عبادة وجرح في المسجد الذي هو دار عبادة أيضا ،إن الإمام علي عليه السلام له افضلية على الأنبياء جميعا عدا النبي محمد صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك إن السيدة مريم عليها السلام عندما جاءتها علامات الولادة في المسجد أوحى لها جبرائيل أن تخرج لتلد خارج المسجد وقال لها (اخرجي خارج المسجد لإنه دار عبادة وليس دار ولادة )بينما والدة الإمام علي عليه السلام السيدة فاطمة بنت أسد عندما جاءتها علامات والآم الطلق اوحى لها الله ان تدخل الكعبة ففتحت لها جدران الكعبة وولدت سيدنا علي عليه السلام الذي أضاء الدنيا بنوره وصفاته ،لكن الإمام علي اماما تقيا نقيا طيبا إذ إنه اوصى بعدم القصاص ممن قتله او التمثيل بجسده ،فكم أنت عظيما وكم أنت راقيا ومعطاء وصبورا وفعلا (تهدمت والله اركان الهدى)وعظم الله اجر العالم اجمع برحيلك .

شاهد أيضاً

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين

دعامات القيادة بقلم محمد تقي الدين القيادة درب العظماء يسعى إليها كل عظيم لكن هيهات …