أخبار عاجلة

خطاب زوجتي

خطاب زوجتي
بقلم: نجلاء محجوب
—————————-
كتبت لي زوجتي ورقة وتركتها على المنضدة، كتبت فيها زوجي العزيز كتبت ما عجزت عن البوح به لسنوات، إن ما ستقرأه كلمات بقايا امرأة، دخلت بيتك في أبهى حالاتها وأضاءت بيتك وحياتك لسنوات، ثم أطفأتها أنت بسوء معاملتك، فإذا وجدتني أتعمد البعد، وأتحاشى أن نختلف أمام الأولاد، وأتجنب الحديث معك فاعلم أنني تحملت كثيرًا، وبعدي محاولة أخيرة للحفاظ على ما تبقى بيننا، فلا تثقل عَلِيّ بالنقد الساخر أمام أبنائي، وتذكر أنني أنا التي أخلصت لك، و أفنيت عمري في خدمتك،

تأثرت بكلماتها، بعدها كانت زوجتي صامتة تقوم بأعمال المنزل و تسترجع مع أبنائنا دروسهم، ثم تستيقظ مبكرًا تذهب إلى عملها، ويتكرر ذلك يَوْمِيًا، و كنت أقول لنفسي أتركها حتى تهدأ، وكان عَليّ أن أعتذر لها وأطيب خاطرها، تركتها أربعة أيام كنا نتحدث في حدود، وكنت أنظر إليها وأقول لنفسي تغيرت كثيرًا أهملت مظهرها، وبدا عليها زيادة الوزن، بينما الزميلات في العمل يهتمون بمظهرهن و يرتدين أحدث الموديلات، وأعود أجدها بدا عليها الإرهاق ولا تهتم بمظهرها، أعلم أنها تبذل مجهودًا ولكنني أنا أَيْضًا أبذل مجهودًا ولي حقوقًا، كان عليها أن تهتم بمظهرها في البيت من أجلي،

وفي ذات يوم صرخت في وجهها لأنني أريد فنجانًا من القهوة وهي كانت تراجع مع الأولاد دروسهم، فهزت رأسها حتى أصمت وتركت ما كانت تصنعه، واتجهت إلى المطبخ لتجهز لي فنجان القهوة الذي طلبته منها، ثم سمعت صوت شديد بالمطبخ كأن شَيْئًا سقط وأحدث دوي اهتز البيت وكأن أعمدة البيت سقطت، أسرعت وجدتها ملقاه على الأرض تحسستها وجدتها فارقت الحياة، وقتها ندمت على معاملتي القاسية لها وأنانيتي في التعامل معها، فكثيرا ما رأتني أتحدث مع أخريات ولم تلمني في يوم، كانت جريحة عاجزة عن العتاب،

وفي اليوم التالي من وفاتها بدأت أقوم بالأعمال التي كانت تقوم بها، فشعرت بمقدار التحمل الذي كانت تعيش فيه، بالإضافة إلى تحملها لنقدي لها وتوبيخي، كان عَليّ أن أشاركها في كل هذا المجهود، أشعر أنني السبب في وفاتها، تَرَكَتْ الدنيا وما فيها، و تركت أبناء صغار بالمرحلة الإبتدائية، أصرت والدتها أن تأخذ الأولاد لتعتني بهم، ليطفؤوا نار البعد التي تشعر بها بعدما فارقتها ابنتها الوحيدة،

تركتهم لها وعشت وحيدًا أراها في كل ركن بالمنزل، ومجهودها الزائد عن قدرتها على التحمل، الذي عجل بمفارقتها للحياة لا يفارق عيناي، رحم الله نَفسًا لم يرى مقدار تحملها غير الله، أحسنوا إلي زوجاتكم فإنهن تركن بيتا كانوا يعيشون فيه سنوات طويلة وانتقلن إلى بيوتكم وأمنوكم على أنفسهن ووهبن قلوبهن وحياتهن لكم فاتقوا الله فيهن،

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم)

كما قال صلى الله عليه وسلم رفقا بالقوارير

وقال: استوصوا بالنساء خيرًا

كانت هذه وصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

شاهد أيضاً

“السرطان الذي يأكل الكيان الوطني” بقلم شيما فتحي

_الفساد هو استغلال السلطة أو المنصب لتحقيق مكاسب شخصية أو مالية، ويشمل مختلف الأنشطة التي …