أخبار عاجلة

خرائط على حافات الجسد

خرائط على حافات الجسد
جاسم العبيدي
فوضويون نحن
متعبون حد الفزع
وموتى على حافة الانتظار
تتشابك اعضاؤنا الراسخة في اعناقنا
ليس بوسع العالم ان يستجيب
حين نعول على الصراخ
لاننا ارتضينا بمن يغلق عيوننا
ويسكب في افواهنا الرصاص
نموت حين تعصف الامطار
لم يمنحنا حتى حقنا في الموت
لذا كنا نضع عظامنا في مكبات النفايات
نضربها بالعصي
كل شيء يتحول فيها
الى زرقة وصخور سوداء
الوحدة والوحشة وتراكم الثلوج وقساوة البرد
تحيط بنا باهوائها
ونحن نتباهى قولا
اننا نتاهب لبعث انفسنا
من نوم عميق
ترانا نجثم كالطاعون على قلوبنا
و ينمو النمل بين احداقنا
واسماعنا لا تعي أي شيء
هناك جثثنا تراكم عليها الذباب
وجرجرتها الكلاب السائبة
اطفالنا يرقدون في هشيم النيران
تشتعل اجسادهم بحرائق متصاعدة
اللهب والنيران ورائحة شواء الاجساد
التاريخ يسجل كل ما انتابنا من وجع
الناس هنا كالمجانين يتدافعون
في احواض الاسماك المتوحشة
بنينا محاكم للمظلومين
ونحن محكومون بالقتل المؤبد
يسحقنا الجند باحذيتهم
وتحاصرنا التربة باحتوائها
على اكتافنا لحوم الضحايا
وفي اعيننا دموع الاسى
أي زمن هذا الذي يدفعنا للمقصلة
قولوا لي بربكم
من منا يستطيع النوم في العمق
وما فائدة ايامنا وهي تحوك لموتنا القريب
في الاحزان نمارس البكاء
وفي الموت نمارس اللطم على الصدور
كل ايامنا خرائط على حافات الجسد
العنف نهر تموج بين اضلاعنا
عالمنا يلمح بصرخة مدوية
لنستمع الى صوت صراخنا
ونمضي بهدوء نحو اكواخنا
المليئة بالحشرات واكوام النفايات
فلا الريح تستطيع تحريك اجسادنا
ولا نستطيع رؤية زحام اقدام العابرين
وهم يلوحون لنا بايديهم غير عابئين بجمود دماءنا
تحت جلودنا السمراء
ايتها السماء ابعدينا عن زرائبنا
وامنحينا حق الانفصام
ايها العالم الذي يهوي بنا الى قاع الظلمة
العالم ليس له معنى كي يحيط باجسادنا
العالم مليء بظلمة الليل وظلمات النهار
مثل مشرد يلوذ باركان الشوارع
تملؤه مواسم الخوف بؤسا
ويعلو جوانبه الصدا
أي عمر هذا الذي يحيط بايامنا
أي صحوة نستمد منها بقاءنا
كيف نؤسس لبناء ايامنا ونحن نقترض البقاء
محكومون بالقتل
محكومون بالصمت
كان علينا ان نلم حزن ايامنا
ونمنح اوجهنا , الجسد , الجمجمة
نخرج من منافذنا السوداء
قبل ان نعود الى ابوابنا مغلفين بالتوابيت
لتحضننا التربة باشتياق
تعصر اجسادنا لتجعل منا
براميل بترول تملا افواههم النتنه
يمنحوننا الموت لنمحو جوعهم من جديد
سلاما لايامنا الخاليات
سلاما لاحلامنا الضائعه
سلاما لانا نموت ونحيا على كل لحظة
سلاما لهذا التراب الذي نثروه فكان الاحن
سلاما لذكراه اذ لفنا في الكفن
واستعان على الموت فينا
فكانت سمانا حريقا فاوحت بنا للفتن
سلاما لانا نعرش اسماءنا للمحن
سلاما لهذا الذي قد تشعب فينا
وكنا نسميه نحن الوطن

شاهد أيضاً

رحلة شقاء

رحلة شقاء …………… ومرت لحظات الرخاء وجاءت عاطفة الشتاء ويترك القصر الأمير وذهب يبحث عن …