بقلم: هبه هيكل
ليس كل من يلمس قلبك يُحبك،
وليس كل من يمدحك يراك،
وليس كل من يقول: “أنت مميز”… يعنيها.
في زمن العواطف المؤقتة، أصبحت المشاعر أسلحة، واللطف عملة للتفاوض، والنية الحسنة… فرصة للتسلل.
هم لا يحبونك، بل يحبون أنك لا تؤذيهم.
أنك لا تسأل كثيرًا.
أنك تسامح بلا توقف.
أنك لا تضع شروطًا، ولا تطلب مقابلًا.
أنت، ببساطة، بيئة خصبة للتلاعب، بقلب نقي جاهز للخسارة.
1. “قلبك من ذهب”؟ لا. قلبك سهل الاستخدام.
حين تُقال لك العبارات الحلوة في بدايات الأشياء:
“أنت طيب، مختلف، حقيقي”
لا تبتسم فورًا…
اسأل نفسك: لماذا؟ ولماذا الآن؟
غالبًا لا يمتدحونك، بل يركّزون عليك لتفكيك دفاعاتك.
يمدحون لطفك ليُطلقوا سراح جموحهم.
يمتدحون تفهمك ليختبروا كم يمكنهم العبث دون عواقب.
2. “أنت تفهمني”… هذا لا يعني أنك تُحَب.
في العلاقات السامة، تُصنع من التفاهم أقفاص.
أنت الوحيد الذي “يفهمها”، إذن أنت الوحيد الذي سيتحمّل.
وأنت، بنبل نيتك، تصدّق.
فتتحول إلى حائط صد، إلى حضن شفاء، إلى رجل ظل.
لكنها لا تبحث عن شريك،
بل عن مخرج طوارئ.
3. “أثبت حبك”… الباب الخلفي للتلاعب.
كل اختبار عاطفي يُطلب منك هو سهم في كرامتك.
“اخترني بدل أصدقائك”
“ادفع لأجلي”
“سامحني دائمًا”
هي لا تختبر حبك، بل تدربك على الاستسلام.
حتى إذا استجبت؟ خسرت نفسك.
وإذا رفضت؟ أصبحت القاسي الذي “تغيّر”.
4. “لست مثل الآخرين”… لأنك لا تمانع الخسارة.
الإطراء الذي يجعلك تشعر بأنك مميز،
هو ذاته الذي يجعلك تتحمل ما لا يُحتمل.
التلاعب لا يبدأ بالكذب، بل بالمديح.
5. “أنت كل شيء بالنسبة لي”… صوت الإنذار الأخير.
قد يبدو الأمر شاعريًا، لكن الحقيقة أعمق من ذلك.
حين تُصبح “كل شيء” لشخص،
ستُحاسب عن كل شيء.
سعادته، استقراره، توازنه، وحتى قراراته الخاطئة.
وفي النهاية؟
حين تسقط من الإرهاق،
سيُقال لك: “لم أطلب منك أن تفعل كل هذا.”
إذن، ما الذي يحدث هنا حقًا؟
هذه ليست قصة حب.
بل سيناريو محكم الإعداد، تلعب فيه دور “الرجل المتاح دائمًا”.
الرجل الذي يُصلح، يُفهم، يُسامح، يُعطي، ويصمت.
لكن لا أحد يُحِب من لا يقاوم.
ولا أحد يحترم من لا يضع حدودًا.
الحب الحقيقي؟
ليس في أن تكون سهلاً،
بل في أن تكون واضحًا.
أن تُحب دون أن تُفنى،
أن تُعطي دون أن تُستنزف،
أن تتفهم دون أن تبرر الأخطاء باستمرار.
أن يكون لطفك قوة.