أخبار عاجلة

حين يتجاوز العقل حدود المألوف: التفكير الإبداعي كخطة إنقاذ للفرد ومشروع نهضة للمجتمع”

حين يتجاوز العقل حدود المألوف: التفكير الإبداعي كخطة إنقاذ للفرد ومشروع نهضة للمجتمع”

بقلم/ الكاتب أحمد فارس

 

التفكير الإبداعي ليس مجرد مهارة عابرة، بل هو نعمة عظيمة منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان، ليصوغ بها واقعه، ويعيد تشكيل العالم من حوله. إن الإبداع هو رؤية متفردة، قادرة على تحويل الأشياء العادية إلى صور مبهرة وأفكار ملهمة. فالرسام الذي يحول خطوطًا صامتة إلى لوحة تنطق بالحياة، أو الكاتب الذي يزرع في القلوب أملًا بكلماته، أو العالم الذي يبتكر حلولًا لمشكلات معقدة، جميعهم يثبتون أن التفكير الإبداعي هو المحرك الحقيقي للتقدم البشري.

لكن، الحقيقة التي يغفل عنها كثيرون أن الإبداع لا يولد مكتملاً، بل يحتاج إلى مهارة، وممارسة، وصبر. ليس كل من يملك رؤية فنية أو فكرة جديدة مبدعًا بالضرورة، بل المبدع الحق هو من يسعى جاهدًا لتطوير قدراته الذهنية، ويعمل على صقل مهاراته يومًا بعد يوم. القراءة المستمرة، والإنصات للأفكار الجديدة، والانفتاح على التجارب المتنوعة، كلها مفاتيح تفتح أبواب الابتكار.

إن المجتمع الذي يحتضن الإبداع هو مجتمع قادر على مواجهة تحديات الحاضر وصياغة مستقبل أكثر إشراقًا. فالتعليم حينما يتبنى التفكير الإبداعي، يغرس في الطلاب روح النقد والابتكار بدلًا من التلقين. والعلماء حينما ينظرون للمشكلات بعين مختلفة، يفتحون للبشرية آفاقًا جديدة. وحتى الإنسان البسيط، حين يختار أن يرى الجمال في تفاصيل حياته اليومية، فإنه يضيف للعالم لمسة من الأمل.

الحل إذن يكمن في أن نتبنى جميعًا منهج التفكير الإبداعي؛ نعلم أبناءنا أن يطرحوا الأسئلة بدلًا من حفظ الإجابات الجاهزة، نشجع شبابنا على التجربة والخطأ بدلًا من الخوف والفشل، ونغرس في مجتمعاتنا قيمة المرونة والذكاء في مواجهة التحديات. فالإبداع ليس رفاهية، بل هو السبيل لتحقيق النجاح والتقدم، حاضرًا ومستقبلًا.

شاهد أيضاً

نائب وزير الإسكان يناقش مجالات التعاون مع شركة متخصصة في تصنيع مكونات مشروعات المياه والصرف

نائب وزير الإسكان يناقش مجالات التعاون مع شركة متخصصة في تصنيع مكونات مشروعات المياه والصرف …