حكاية تعدد الزوجات ( المقال 2 )
مسألة الزواج الثاني في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
أسد الشعر ا لعربي ( جمال الشرقاوي )
مسألة الزواج الثاني في ضوء الخطاب الديني الجديد و المعاصر
رؤية تحليلة و تحقيق و دراسة نقدية فقهية مقارنة
بقلم الباحث \ جمال الشرقاوي \
( المقال 2 )
مثال لرواية مُرْسَلَة من روايات عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و الشاهد هنا
[ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ ، وَكُلَّمَا رَفَعَ ]
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( و هذا حديثاً صحيحاً من مجموع طرقه و رواياته , و لكن الإرسال هنا في أن عليِّ بن الحسين لم يحضر ( لم يُعَاصِر ) النبي صلىَ الله عليه و سلم , و هنا نجد الإرسال في سقوط راويين و هما أبي سلمة و أبي هريرة , و أصبح الحديث كما تقرأه أيها القاريء الكريم , عن ابن شهاب الزهري عن عليِّ بن الحسين , و أغلب هذه الروايات المختلفة لهذا الحديث التي تدل علىَ الإقتداء في المقام الأول إنما أتت من طريق أبي هريرة و ابن مسعود و جابر بن عبد الله و عبد الله بن عمر بن الخطاب رضيَ الله عنهم و أرضاهم و جميعهم صحابة معاصرون للرسول صلىَ الله عليه و سلم , و وسقوط راوٍ أو أكثر من سلسلة السند تجعل الحديث ضعيفاً من ناحية ( سلسلة الإسناد ) أو ( سلسلة الرواة ) و لكنها في أحيان كثيرة لا تؤثر على ( مَتْنْ الحديث ) أو ( نَصْ الحديث )
و إليكم أثر من أخبار الصحابة رضيَ الله عنهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و الشاهد هنا
[ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فَيُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ ]
و هذا خبراً صحيحاً يرويهِ أبو هريرة عن النبي عليه الصلاة و السلام , و ليس مُرْسَلاً , لأن أبو هريرة رضيَ الله عنه حضرَ النبي صلى الله عليه و سلم و جالسه و سمع منه و صلَّىَ وراءه و رآهُ كيف يصلي
و بُنَاءً عليه , فالخبر الذي أخذناه من الصحابة من أين جاءوا به ؟ و الجواب , من النبي صلىَ الله عليه و سلم , لماذا ؟ و الجواب , لأنهم حَضَرُوهُ و جالسوه و سمعوا منه و رأوا بأم أعينهم أفعاله و أقواله و تقريراته بالقول أو بالرضىَ بدون كلام أو بابتسام منه صلىَ الله عليه و سلم , و لذلك حينما يأتينا حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم من عليِّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب رضيَ الله عنهم و أرضاهم يقول أن النبي صلى الله عليه و سلم فعل كذا أو قال كذا أو فعل هذا الفعل أو ترك ذاك الفعل و كان حديثاً صحيحاً فاعلموا أنه حديث مُرسل لأن الراوي لم يحضر النبي صلىَ الله عليه و سلم و لم يُعَاصِرَهُ , و إن كان الحديث غير صحيح و راويهِ لم يكن معاصراً للرسول صلىَ الله عليه و سلم فاعلموا أنه حديثاً موضوعاً
و دليل الإقتداء الواضح من الصحابة رضيَ الله عنهم للنبيِّ صلىَ الله عليه و سلم من الخبر الذي رواه و فعله أبي هريرة رضيَ الله عنه
[ فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ : وَاَللَّهِ إنِّي لَأَشْبَهَكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ]
و أليكم خَبَرَاً أخراً من الصحابة رضيَ الله تعالىَ عنهم و أرضاهم
[ عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ ]
( المصدر : كتاب : مصنف : عبد الرزاق الصنعاني ـــ باب : التكبير ـــ الجزء : 2 ـــ الصفحة : 63 )
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا خبراً صحيحاً من أخبار بن مسعود , لأنه كان معاصراً للنبي صلى الله عليه و سلم , و كان يُقَلِّدَهُ في طريقة صلاته
و نفس التحليل و التفسير الذي قلناه عن الخبر السابق من أبو هريرة ينطبق علىَ هذا الخبر الذي يذكره ابن مسعود تماماً
و إليكم خبراً أخراً من أخبار اقتداء الصحابة بالنبي صلىَ الله عليه و سلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ ]
( المصدر : كتاب : مصنف : عبد الرزاق الصنعاني ـــ باب : التكبير ـــ الجزء : 2 ـــ الصفحة : 64 )
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا خبراً صحيحاً لنفس الأسباب المذكورة سابقاً و أهمها , أن جابر بن عبد الله رضيَ الله عنه كان صحابيٌ جليلُ و معاصراً للرسول صلى الله عليه و سلم
و كذلك هذا الخبر
[ عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ ]
( المصدر : كتاب : مصنف : عبد الرزاق الصنعاني ـــ باب : التكبير ـــ الجزء : 2 ـــ الصفحة : 64 )
(( قلتُ : أنا الباحثُ ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا خبراً صحيحاً لإن عبد الله بن عمر بن الخطاب كان صحابيٌ و له صُحبة و عاصر الرسول صلى الله عليه و سلم , رغم صغر سن عبد الله بن عمر بن الخطاب , و روىَ عنه مباشرة و ليس بينه و بين النبي صلى الله عليه و سلم , أي واسطة أو رواة أخرون , فهو الراوي الأول مباشرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم , و عبد الله بن عمر بن الخطاب , من الممكن أن يروي عن والده أو عن أي صحابي آخر , و يكون الحديث ليس مُرْسَلَاً , لأنه معاصر للرسول صلى الله عليه و سلم , و ربما قال الرسول صلى الله عليه و سلم الحديث و عبد الله بن عمر بن الخطاب لم يكن حاضراً , و لكنه بعد ذلك سمع الحديث من الصحابي الذي كان جالساً أمام الرسول صلى الله عليه و سلم و هو يروي الحديث , و هذا لا يُعَدُّ حديثاً مُرْسَلَاً , لأنه معاصراً للرسول صلى الله عليه و سلم , و لكنه لم يكن موجوداً حينما قال الرسول صلى الله عليه و سلم الحديث ,و إنما رواه مثلاً عن والده عمر بن الخطاب و هو أيضاً معاصراً , ( إذاً ) فهذا معاصراً يروي عن معاصرٍ مثله , فلا يُعتبر الحديث ( مُرْسَل)
و حُسن الختام لهذه الجزئية , ذلك الخبر التالي الذي فيه سبب الإقتداء الواضح
[ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي الْقلوسِيَّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ وَيُحَدِّثُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ ]
( المصدر : كتاب : مُسند أبي هريرة ـــ باب : مُسند : أبي هريرة لأبي إسحاق العسكري ـــ الصفحة : 72 )
و سبب الإقتداء هو [ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ ]
و لذلك فالتحديث و الرواية عن النبي صلى الله عليه و سلم إنما يكون بالمقام الأول مِمَّن حضرهُ و جالسه و سمع منه
و الله تبارك و تعالىَ أعلىَ و أعلم
القاهرة \ نوفمبر \ الأربعاء 10 \ 11 \ 2021 م
الساعة 20 و 11 مساءً \ أسد الشعر العربي ( جمال الشرقاوي ) كاتب و شاعر و باحث