جميل بقاءك فينا

جميل بقاءك فينا

بقلم مرهج حسن نجم

عرفته ذاك الرجل في العقد السادس من عمره على الاقل عندما تفتحت ذاكرتي على كلمة (بيي) ابي .الرجل الهادئ المتواضع الكادح الذي لا يكل ولا يمل يمتهن كل المهن الزراعية كان همه اكتفاء عائلته التى تكونت من تسعة اولاد وهو ووالدتي .كان شابا جميل عيناه تفترش لون السماء وتلبس لباس البحر متوسط القامة جسده نحيل، خفيف كخفة روحه . بنيته قوية عاطفي. حنون. لم اجد رجلا بحنيته هادىء المراس اذا غضب يغضب للحظات هدفها اعادة الصواب ويعود الرجل الهادئ المحب لكل من له صلة به من ابناء اخوته الى ابناء اخته الى كل اقارب زوجته واصدقاء اولاده .كان صاحب البيت المفتوح كريم النفس عفيف اللسان .صبور .نظيف الكف رزقه حلال .خيف الظل لم يتثاقل بكبره على احد .
الرجل الذي خرج من بيت والده بغطاء لكنه فتح بيوتنا واحيا ارضا لولد ولده .
كان في نهاية مشواره بهذة الحياة اب واخا وصديقا كتوما يحرضني على نفسي لاستقامتها واعتدالها اذا لزم الامر .لم تكن تعني له الدنيا شيئا الا مرضاة الله ملتزم دينيا يؤدي كل الفرائض غير مؤذي .محبوب من كل اصحابة وجيران حيث كان له كلمة الشهيرة عندما كان يجلس بالدار (تفضل اشراب حليب وشاي) لكل من مر امام منزله وهي قيمة الكرم والعطاء السخي .كان رجل معروفا بكل المنطقة وصولا الى اغلبية قرى الجنوب يضاف ويستضيف واسس بكل قرية بيت كان يفتح له من اصدقائه .ترك لنا السمعة الطيبة والاصدقاء الرائعون الذين مازالوا ونحن نتزاور وفاء وعرفانا له.
عرفته الرجل الذي سكنت يداه الحدائق والجنائن وحنت على كفيه خشب المعول في الصيف يابس غمامه اب وفي الشتاء رداءه وشاح من الثلج حتى انه يحرس بشاربيه الصقيع عرفت صداقته مع الصخر والممرات الوعرة في كل زاوية ارخى قوة قديمه يخاف الخوف ان مشى وان استراح في ظل جوزة غنت له العصافير
عرفت نفسي فيه وعاشت روحي بجسده الذي غاب ومازال هو حاضرا في البيوت وجيناة الاحفاد وسخاد العطاء حب العيش بكرامه مازال فينا رزقا وطيبا ومازالت رائحة جسده طيب بيوتنا
ابي انت الذاكرة التى ترافقني احمل اسمك وسيحمله من بعدي
الى جنان الخلد ايها العظيم

شاهد أيضاً

القاص سعيد رضواني:”قلعة المتاهات حين تكتب القصة طيف كتابتها

القاص سعيد رضواني:”قلعة المتاهات حين تكتب القصة طيف كتابتها بقلم/ شكيب أريج مر على صدور …