تمخض الجبل فولد فأرًا
➖ رحل الطفل ريان رحمه الله إنتقل من ضيق الدنيا إلى سعة الأخرة ، إنتقل من ظلم و جور البشر إلى عدل و رحمة رب البشر …
مثل ريان كثير في اوطاننا العربية الموبوءة بالفساد و الإستبداد المصابة بفيروس الظلم و الاستعباد و الإستحمار ، و الفرعونية السياسية …
لكن دائما ما أكرر قوله تعالى ” إن الله لا يصلح عمل المفسدين” ، إعلام يصور، وجهود مضنية و بروباغندا صفراء ، و إنزال امني مكثف، احدثوا ضجة ضخمة لكن بالنهاية تمخض الجبل فولد فأرًا…
كان بالإمكان إعلان الحقيقة بالصدق منذ البداية و الإعتراف بالواقع، واقع ان منظومة الفساد تخترق هذا الجسد ، فساد إداري و تنموي .. هذا البئر كان ينبغي ان يكون له غطاء و لو قطعة خشب و بعض الحجيرات فوقها، ام ان لا أحد إهتم لخطورة هذا الامر ، الألم للريان ألم مصطنع و تم إستغلاله لغاية في نفس يعقوب …ألم يقل عليه الصلاة والسلام ” إماطة الأذى عن الطريق صدقة” و أي أذى أكبر من ترك بئر مفتوحة..؟؟ أين هم أعوان السلطة و رجال السلطة ؟
هل همكم الاول هو تلقيح الناس و دفعهم لأخذ الجرعات دفعا و حتى في الاسواق..و كل ذلك بدريعة حمايتهم من الوباء الفتاك..و هل هناك أكبر من ترك بئر دون غطاء…
جعلوا الراي العام الوطني و العربي و الدولي يتعلق بالسراب، كنت متاكدا ان الطفل فارق الحياة منذ ان شاهدت صورته المؤلمة …وتأكدت شكوكي عندما بدأ الهجوم على واقعة نشر صورته على وسائل الإعلام ، و الهدف التمهيد للقادم من الأحداث ، فقد تم توقف تداول صور ” محينة” عن الطفل…
جعلونا نصدق أنه سيقاوم 5 ايام بلياليهن…الاعتراف بالخطا افضل من الإستمرار فيه .. منذ البداية تكلم مختصين و اهل خبرة ودراية بأن الأسلوب الذي تم إعتماده في الحفر غير دي جدوى.. العقل المدبر للازمة عقل غير مؤهل لإدارة الأزمة …ينبغي فتح تحقيق مستقل عن هذه الاحداث منذ لحظة سقوط الطفل ريان إلى لحظة تهربب جثمانه.و تضارب الروايات حول حقيقة وفاته قبل تاريخ الإعلان الرسمي للوفاة…
الحكومة تتحمل كامل المسؤولية في تشويه صورة البلاد عالميا ..و صدق من قال” إذا أبتليتم فاستتروا”، انتم تعلمون واقع البلاد الحقيقي لا الصوري الذي يتم الترويج له على وسائل الإعلام العمومي ، واقع الهشاشة و الفقر و ضعف الإدارة ..
كان من باب أولى إنقاذ الطفل بصمت وهدوء و دون الحاجة للتضخيم الإعلامي و جعل من حدث عادي حديث 5 أيام بالمباشر و في كل أرجاء العالم … رحم الله الطفل ريان و ألهم ذويه الصبر و السلوان.. و دمه و ألمه في أعناقنا جميعا مشتركون فيه …
ريان لم يمت ريان سيضل حيا يخاطب إنسانيتنا جميعا هل هي علي قيد الحياة
➖? بقلم الباحث ? سمير ألحيان.