تغنوا بالقرآن وإستغنوا به
كتب سمير ألحيان إبن الحسين
__القرآن مسموع ومقروء…
وللسماع متعة للروح وبهجة للقلب وهياج للدمع في العين.
الله جل في علاه يحب سماعه من أصحاب القلوب الغضة والأصوات الندية..
في الحديث:
“ما أذِنَ(سمع) الله لشيء كما أذن لرجل حسن الصوت يقرأ القرآن”
والنبي صلى الله عليه وسلم قال لابن مسعود اقرأ علي فإني أحب أن أسمعه من غيري..
والملائكة نزلت تسمعه من أسيد بن حضير وهو يتلوه في بيته حتى هاج الفرس لمرآهم كما في الحديث الصحيح.
ووفد الحبشة لما سمعوه أول مرة ملأت الدموع مآقيهم…أو كما ذكر القرآن: “وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع”
ومشركو مكة كان يتسمّعون القرآن بالليل خفية من وراء بعضهم استحلاء لنغمه وانجذابا لنظمه…
وشاهدة شريطا تلفزيا في إحدى القنوات في أحد الأيام إشهارا لإسلام ستة عمال آسيويين يعملون في فندق،ولا يفهمون حرفا عربيا، أسلموا مرة واحدة لأنهم كانوا يجلسون في إحدى شرفات الفندق وقت صلاة التهجد في رمضان،وبينما يملأ القرآن الفضاء عبر مكبرات الصوت نظروا إلى بعضهم فإذا دموع التأثر بالقرآن تلسع خدودهم جميعا، فخرجوا من الفندق إلى المسجد وعادوا مسلمين!!
الجن أسكتهم القرآن فما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من قراءته حتى أسلموا…
سماع القرآن متعة وأي متعة!!
لذلك نصلي ثلاث صلوات من الفرائض الخمس جهرا…ونصلي قيام الليل جهرا،ونصلي التراويح جهرا…
لأن صوت القرآن يخترق الحجب،ويفعل في القلب العجب..
استمع إلى الحصري عند استشعارك للذنب وهو يقرأ عليك قوله تعالى:
“فمن ينصرني من الله إن عصيته”
أو استمع للمنشاوي وهو يطبطب على قلبك بآيات يوسف أو روعات الأنعام ستشعر حينها أن الآيات وكأنها نزلت عليك أنت.
أسلمت مريم جميلة لسماعها لحنا شجيا من خلال مذياع رجل مسلم كان يجلس في المكتبة…فلما سألته عن اللحن والمغني قال لها:
هذا هو القرآن وهذا شيخنا عبدالباسط عبدالصمد!!
وأسلم هارون سيلرز أحد المغنين البريطانيين لأنه سمع القرآن يخرج من أحد المتاجر بصوت الشيخ خالد القحطاني يشدو بسورة الشعراء.
القرآن فيه مادة خام الهداية والسكينة والانشراح والرقة والطمأنينة…لكن القلوب المعطوبة ظلمت نفسها معه!!
اشبعوا من القرآن يا سادة…واستمتعوا بسماعه في السيارة والممشى والبيت والأوقات البينية…فلربما تلامس القلب آية تحييه حتى النهاية..
ووالله ما افتتنت القلوب بكلام الشهوانيين إلا لما وجد الله فيها انصرافا عن كلام رب العالمين..
فالله تعالى لا يعاقب إلا المعرض المنصرف.
رحم الله الشيخ سيد قطب…بينما يخطب الناس في السفينة ميزت امرأة يوغوسلافية كلام الله من كلامه..
فنور القرآن يميزه حتى من لا يعرف من العربية حرفا…ثم تجد أهل العربية يموتون ولم يشبعوا بعد من حلاوته!!
تمتعوا يا إخوتاه بقراءة القرآن بسماعه…حتى يذهب ما في قلوبكم من الإحباط والسآمة والاضطراب والأضغان.