تغريدة الشعر العربي السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
( مجرد حلم ٠٠٠ !! )
الشاعرة د٠ منى حواس
إنّه……
في يومٍ من أيام العشق التايه
بين قلبين
جلس الطرفان المعنيان على القهوة
وسألها الواد: سرحانة في ايه ؟
جاوبت بعينيها العشقانة
بتفكّر فيه
بتجهز ليه…..
البند الآتي من الأشواق….
أوّل بنود الاتفاق :
مسموح بالعشق لحد الآخرة
الممتدة بحبال الدنيا الموصولة
بقلب العشّاق …..
والبند التاني : بلاها فراق
وإن حصلت مرّة إننا نبعد
مسموح نشتاق
ونكلّم بعض كلام عادي
إزيّك ؟
أخبارك إيه ؟
أنا برضه تمام…
أهو أي كلام
نثبت به قصاد الناس
إنّنا عايشين
في البند التالت : متواعدين
إننا نتقابل في الأحلام
وارسم على كفّة إيدى سلام
متحجّب من رمش كلامك
متحدّي البُعد بأحلامك
ترسم لي البيت اللي ماعُمره
برّه الأحلام راح نقعد فيه
نسكن نواحيه
والحلم اللي ما عُمره ها يكمل
شحـتـفـني عليه….
البند الرابع : مش مسموح
تسألني وقت مااكون جنبك
سرحانة في ايه ؟؟!
” قصيدة : اتفاق ”
———
مع ديوان العامية الصوت المعبر عن الحياة اليومية للإنسان مع صدى حركة الحياة السريعة ورتمها الذي يسارع أنين الصواري و شدو السواقي في تراكيب اللهجة التي تصور وتجسد رؤية المفردات في تباين يؤكد وحدة المصير المتدفق من أغوار الهموم و غياب الأحلام تبقى الأمنيات لحظات تمر ذكرى تستدعى الصبا و الشباب و الحب و الجمال أغنيات تعانق مدارات المستحيل في عمق فلسفي يختصر مشهد الحياة هكذا ٠٠
كان لنا هذا اللقاء مع الشاعرة الدكتورة منى حواس التى قد ألفت الغناء بمقطوعات شعرية عامية تلخص لنا مدى المعاناة مع الواقع من نظرة شمولية فلسفية جمالية تأملية نلمحها في قصيدتها التي تخاطب العقل والوجدان في توازن ينطق بالاستثنائية بغية الوصول إلى ساحل المشهد في خضم الأمواج العاتية لعالمها المشحون بإرهاصات تشرق من نفسها الثائرة ٠٠٠
* نشأتها :
=====
وشاعرتنا دكتورة منى حواس بحكم تخصصها ودراستها للعلوم السياسية تقول عن هذا :
” زادت من وعيي وإدراكي للأشياء، فأصبحت أنظر للقضايا القائمة بنظرة المحلل السياسي، الذي يحاول استجلاء كافة جوانب الموضوع وبالتالي حين أكتب قصيدة فإنني اكتبها بروح الشاعر الباحث ” .
وقد درست شاعرتنا منى حواس بكلية التجارة الخارجية بجامعة حلوان قسم العلوم السياسية شعبة العلاقات الدولية عام 2007، حاصلة على درجة الماجستير في العلاقات الدولية عام 2013 عن موضوع إدارة الأزمات والكوارث، و حصلت على درجة دكتوراه الفلسفة في العلاقات الدولية من قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان ٠
صدر لها عدة دواوين منها :
ديوان الشاي على النار ، ، مجرد حلم ، وغصنين محبة ، براويز وبنات وحلم وسور ، من أول وجديد ، من وحي اللحظة ، آخر السكة بدايتها ، بنت بتشبه الأيام ٠
* من شعرها :
==========
هذه القصيدة بعنوان ( مشهد أخير ) من ديوانها الرائع الشاي على النار ، و الذي تنقل فيه دكتورة منى حواس تراث الواقع بلهجة مصرية صوت الشارع للحياة اليومية بحس وذوق اللغة الشاعرة البسيطة ،
وفي قصيدتها هذه تجسد لنا منتهى رؤيتها نحو التفاعل مع الحياة في انطلاقة تتلاقى فيها تداعيات المشهد لترسم من خلاله صورة مركبة :
أحياناً
مشهد واحد
يكتب نهايتهُم في حياتَك
بتشوفه فتسكُت
و سُكاتك
يتحوِّل فِعل
فتلاقي الحل اللّي قُصادك
إنك تستعوض ربك خير
وتقول الخير دايماً ييجي
في اللي ما بيجيش
فتعيش درويش
و مصاحب نفسَك في الرايحة
قبل الجايّات
و تحب حاجات
عُمرك ما قدرت تصدّقها
أكتر من يوم
فتروح في النوم مرتاح البال
و تبان جوّاك إجابات لسؤال
عُمرك ما لقيت لُه إجابة زمان
قلبَك غلبان …….
و مشاعرَك شابت من بدري
وإنت بتتحايل على نفسك
علشان ما تحسّش بالغُربة
بين اقرب ناس
اصحابك يمكن أو أهلك
على مَهلَك وإنت بتتعذِّب ….
على قدْ القُرب بييجي الجرح !!
بتكون ع السطح ف ملامحهم
مع إنْ جروحهم جُوّاك
و عيارهم كان فعلاً يقتل
إنّما قَوّاك …..
و فضِلت بطولك
و بطولتَك إنّك لسّاك
واقف على حيلَك مااتهدّيتش !!!!
***
و في قصيدة أخرى بعنوان ( وجاري البحث عن صاحبة ) من ديوان ” براويز وبنات وحلم وسور ” تجمع شتات الروح من وحي الغربة في مصارحة المكاشفة بعد نوبة تمرد وتوهان تقول فيها دكتورة منى حواس :
وجاري البحث عن صاحبة
تلملم روحي م الغُربةْ
في وقت الفرح تفرح بي
ولمّا العمر يسرح بي
تسهّل سكّتي الصعبة !!!!!
وجاري البحث عن إحساس
يدفّيني في ليل قاسي
أشوفها دنيتي و ناسي
ولمّا ينحني ضهري
تكون سندي وعكّازي !!!
وجاري البحث…..
عن بنوتة تشبه لي
في عز البُعد تنده لي
فاكون أقرب لها منّي
وأحس معاها وكإني
باشوف نفسي في ضحكتها
أكون روحها وأكون بيتها
ولو زعلّتها مرّة
تشوف مالي وتفهمني
وتسألني عن الفولة
أنا مش أمنا الغولة
أكيد يعني ماهوش قصدي
تبات ع الخد دمعتها !!!!
أنا البنت اللي حبّتها
وضحكتها……
نغم روحي !!!
و بأطلب حاجة مش صعبة
يا دوب صاحبة
في وقت الفرح تفرح لي
ووقت الشدة تبقالي
دوا جروحي !!!!
::
***
ونختم لها بهذه القصيدة بعنوان ( من وحي اللحظة ) تصل بنا دكتورة منى حواس في تفاعل كيميائية حركي من البداية إلى النهاية لتؤكد لنا مسارات مبهمة الحلقات تعتري دربها فتفك الطلسم بحوارات تفصيلية تعكس مرايا المشهد من جديد بمشاعر الواثقة بعيدا عن الخوف المنتظر في رسالة اطمئنان :
ولأول مرة تكون جنبي
و ألمح في عينيك الشوق مكسوف
معرفتش اقول إني بحبك
فاتكتبت جوه ضلوعي حروف
على طرف لساني يا دوب هانطق
وشطبها الخوف…….
أنا قلبي لأول مرة يشوف
إن النهايات بتكون أجمل
وإن البدايات لما بتدبل
الشوق في البعد بيحييها
وإن الايام مهما بتطول
نقدر في الحلم نعديها !!!
تكبر أحلامنا ونرويها
قصة وسيرة نبنيها بيوت
احضُنّي و جود ……
بمشاعرك و اوهبني وجودك
لو ضلعك خلّد أنفاسي ….
هانحس ساعتها كأن الموت
أصلاً منزلش على الأرض !! ٠
٠٠٠٠٠
و بعد الإبحار مع عالم الشاعرة الدكتورة منى حواس التي تمتلك نزعة غنائية فلسفية لعيون الحياة من منطلق الفرد و المجتمع و الوطن و الأنا في تجليات رمزية كي تدلي بالقصيدة في دواخل الروح المفعمة بلهجة مصرية عامية تلازم الفصحى في يسر وسهولة وتصوير بديع ترتاح له النفس في تباين ووحدة المشاعر و بناء هرمي متناسق للموضوع دون تكلف تعبيرا في وحدات تفعيلية تستوعب الحالة فرحا وحزنا ووميضا دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله ٠