أخبار عاجلة

تغريدة الشعر العربي

تغريدة الشعر العربي
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر
===============
((( شَفَةٌ وأخرى فوقَها ٠٠ !! )))
الشاعرة والرسامة المصرية سامية سلوم
عيناكَ سرُّ تبتُّلي وتضرُّعي
والأولياءُ توافَدُوا
طمعًا لنَيْلِ محبةٍ
لا خوفَ بعدَ الآنَ
مِنْ ذنبٍ عصيّْ
فلطالما ناجَيْتُها
حبَّاتُ مِسبَحةِ الهوى
في كلِّ ليلٍ
مِنْ ليالي وَحدتي ٠٠ ”
” من قصيدة : غرام مريمي ”
—–
هل تعلم؟!
حين تزور خيالي دوما
أشعر أني امرأة أخرى
أن جمال نساء العالم شُكل فيّْ
في عيني وفي شفتيّْ
خد الورد تألق شوقًا
صار نديّْ
هل تعلم؟!
شفتي تتشكل أغنية
تعزف لحنًا
فوق كمان الوتر الحيّْ
والكحل بعيني تعمق
يغري أكثر…
يدعو أكثر…
ونداه صريح وجلي ٠
” من قصيدة : هل تعلم ”
———

من القاهرة نتجول في شوارع بنت المعز بين التراث و الثقافة و الجمال و عبق التاريخ حيث رحلة الزمان و المكان وعنوان الإنسان الذي يعانق سحر العبقرية بمشاعر انثى تغزل الشعر بهموم صوفية تختصر تجربتها لحنا سمويا يضيء درب الحقيقة هكذا ٠٠
نعم إنها الشاعرة و الفنانة والرسامة سامية سلوم ذات التراكيب الفنية المتباينة و التي لها حضور متميز على الساحة و في المنتديات و اللقاءات ترسم قصيدتها بعيون ملونة ذات ظلال تأملية ٠٠
و لم لاِ فشاعرتنا فنانة ذات موهبة واستعداد وثقافة متعددة الرؤى و الجوانب فمنذ نعومة أظفارها أثناء المرحلة الابتدائية فقد بدت هواية الرسم وذلك في المرحلة الإبتدائية بجانب هواية الشعر برغم أن تكوينها بعيدا عن مجال دراستها و لم لا فهى حاصلة على ( بكالوريوس تجارة ) جامعة عين شمس ٠
وعضو اتحاد الكتاب و سكرتير نادي الأدب بمصر الجديدة ٠
و منظمة للقاءات الصالونات و دار الأوبرا ٠

* و قد صدر لها :
= ديوانها الأول فصحى بعنوان ( شئٌ تولّد بيننا ) ٠
= و ديوانها الثاني بعنوان( شَفَةٌ وأخرى فوقَها ) ٠

* مختارات من شعرها :
===============
تقول الشاعرة سامية سلوم في قصيدة بعنوان ( مجرد أسئلة ) حوارية قصيرة تتدفق بالتساؤلات تكشف لنا مدارات المشاعر :
هى أمنياتٌ راحله
صوب الغروبِ المُحتفى
ترجوهُ الاّ يختفى
وتسائله
هل من بصيصٍ للضياءِ يلُفُني؟
وأنا أردد قائله
هل ياترى
يوماً بعمري
سوف ألقي من زماني
والهوى
رداً لتلك الأسئله
أم هل أري حلاًّ
لهذى المشكلة؟

***
ولها قصيدة مطولة تحمل عنوان ديوانها الأول ( شئٌ تولّد بيننا ) حيث الشوق و الاشتياق و نزعات الحب و الجملة لغة مكثفة متداخلة الصور و الإيقاعات ومنها هذه المقاطع حيث تقول فيها سامية سلوم :
عَزْفٌ على أوتار قلبي والجوى
رَقَصَ الهوى
شوق ٌ غريبٌ هزَّني
وبمُقلتي
ذاب الحنين
ماكلُّ هذا الاشتياق ِ وما حَوَى
مِنْ لهفة ٍ، وسعادة ٍ
ورهافةِ الحسِّ الذي
أعطى الشذى للياسَمين
ماذا جرى؟
ماذا فَعَلْتَ بخافقي؟
هل صوتُكَ الحانى
تآمرَ والحنانُ لديكَ حتى غَافَلا
قلبًا تعذَبَ بالنوى
ولَكَمْ تَغشَّاهُ الأنين
منذ التقى الإحساسُ بالإحساسِ
غِبْتُ عن الوجودِ فما رأيتُ سوى
يمِينِكَ هَدْهَدَتْ
دمعا ً تفَجَّرَ هادراً
كالنهرِ فاضَ فمالَ قلبي وارتوى
دوماً
زماني كانَ يقسو بالمُنى
الحزنُ عَشَّشَ بالضلوعِ وها أنا
أرجو أمانا ً قد طوى
حُزنَ السنين
يا مُنيتي
ياكلَّ أحلامي التى
خبَّأتُها
وضَمَمْتُها كى لاتُبين
حتى إذا فاضَ الغرامُ لثَمْتُها
ونَثَرتُها
شِعرا ً نَدَّيا ً يشتهيهِ العاشقون
الشوقُ بَدَّدَ هَدْأتي
فانهارَ خوفا ً
كانَ أوْهَى مِن خيوطِ العَنْكبوتِ وقد ذَوى
**
الليل ُ كانَ صديقَنا
ولَكَمْ سَهِرنا كُلَّما
زادَ الحنينُ بروحِنا
والوجدُ داعبَ دَربَنا
فتأجَّجَ التَوْقُ الدفين
الدفءُ مِنْ أنفاسِنا
بَعَثَ الحرارةَ بالشتاءِ المُستَكينِ بِليلنا
قاوَمْتُ عِشقا ً لم يَزَلْ
بالمَهْدِ طِفلًا إنما
همْسًا تسلَّلَ فى خفوت ٍ ساحر ٍ
ذاب الفؤادُ وقد هَوى
مِنْ نبضِ إحساس ٍ جَنين
مازالَ ينمو بالوريدِ المُشتهى
دفءُ اللقاءِ وقد تهادَى بيننا
حُلْوُ الحديثِ وأننا
وَشَمَ الهوى أرواحَنا
ولقد نَوَى
ألاَّ يُفرَّقَ بيننا
وانزاحَ حَزني مِن طريقي هارباً
سكَنَ الأمانُ بدربِ أوجاعي وخوفي
ساكبا ًعطرَ الجمالِ مُحَلِّقا ًيُضفى بريقا ً فى دروب الحالمين ٠

***
و تقول شاعرتنا سامية سلوم في قصيدة أخرى بعنوان ( غرامٌ مَريَمِيّْ )
من ديوان( شَفَةٌ وأخرى فوقَها) حيث تسبح في تهويمات صوفية إيمانية ترصد حالة تنتابها وجدا :
عيناكَ سرُّ تبتُّلي وتضرُّعي
والأولياءُ توافَدُوا
طمعًا لنَيْلِ محبةٍ
لا خوفَ بعدَ الآنَ
مِنْ ذنبٍ عصيّْ
فلطالما ناجَيْتُها
حبَّاتُ مِسبَحةِ الهوى
في كلِّ ليلٍ
مِنْ ليالي وَحدتي
بالشوقِ فيها
رُحتُ أدعو
للصلاةِ على النبيّْ
صوفيَّةُ النبضِ المُعتَّقِ
في سراديبِ الحكايا
ترتوي مِنْ نبعِ إشراقٍ بهيّْ
الجُبُّ خَاوٍ
والحروفُ تفرَّقَتْ شِيَعًا
فلا مستفعلُنْ متفاعلُنْ
إلا وقد أرَّقتُها
وبكلِّ قافيةٍ
سَجَى فيها الرَوِيّْ
خضراءُ يا ذكرى الطفولة
مَنْ تُرى
قد أوَّلَ الرؤيا
بأولِ مَهْدِهَا؟
أو مَنْ يُعبِّرُ بالوساوسِ
والهواجِسِ
في سجونِ الذكرياتِ
و حُلْوِها؟
والطيرُ تشربُ مِنْ خمورِ العِشقِ
في كأسِ الصبيّْ
والشوقُ قد عتَّقتُهُ حتى تجيءَ مواسمُ الأحلامِ
في كَنَفِ الغرامِ المَريَميّْ
لكَ أن تَحُجَّ لكعبتي
مُتضرِّعًا حُبِّي
ومِنْ ترتيلتي
قد أينَعَ الثمرُ الشهيّْ
إني انتبذتُ
مِنَ الخلائِقِ وَحدةً
يَروي سناها
لؤلؤُ الدمعِ الأبيّْ
لا أرتجي
إلا الأمانَ
ينامُ في عيني
وطيفَ صبابتي
يغفو على لَحنٍ شَجِيّْ
وقُطُوفَ دانيةٍ
على خَدِّي البَهيّْ
لي أن ألوذَ بساعِدَيْكَ
أشُمَّ عطرَ أنوثتي
أَسرِي بهِ
ليَهيمَ حولَكَ
في سمائِكَ،
كَوكَبًا
مُتلأليءَ الإشراقِ فِيّْ
لكَ أنْ تَذُوقَ محبتي
وَلِهًا
وفي ليلِ العيونِ الناعساتِ
تفوزُ أنتَ
برعشةِ الهُدبِ الحفِيّْ ٠

٠٠٠
بعد هذا الإبحار مع عالم الشاعرة و الفنانة سامية سلوم التي تمتلك وجهة فلسفية و نزعة صوفية وثقافة شرقية رسخت خصائص قصائدها في متواليات العزف مع الخيال الخصب تجمع مشاعر الحلم من شتات الوجع دائما ٠
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء ٠

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …