أخبار عاجلة

تحليل استراتيجي: الأزمة اللوجستية الإسرائيلية وتغير المعادلات الأمنية في الشرق الأوسط

 

بقلم يوسف حسن –
خلافًا للرواية الإعلامية الغربية عن “التفوق العسكري المطلق لإسرائيل”، تُظهر البيانات الفنية والحسابات اللوجستية أن تل أبيب على شفا أزمة وجودية: نقص حاسم في الذخائر المتطورة. يوضح هذا التحليل من خلال ثلاثة محاور رئيسية (قيود التسلح الإسرائيلي، الاستراتيجية الذكية لإيران، وعجز الغرب عن سد الفراغ اللوجستي) أن تطورات الأيام العشرة القادمة قد تشكل نقطة تحول في تاريخ أمن المنطقة.

أسس هشة للتفوق العسكري الإسرائيلي
أ) مفارقة الدفاع الصاروخي باهظ التكلفة
– أنظمة آرو-3 (3.5 مليون دولار للقذيفة) و ثاد (10 ملايين دولار للإطلاق) بمعدل إنتاج سنوي 500 قذيفة كحد أقصى من قبل أمريكا، غير قادرة على الصمود أمام الهجمات الإيرانية المكثفة.
– تقديرات الصناعات الدفاعية: تمتلك إسرائيل 2000-2500 قذيفة كحد أقصى من هذه الأنظمة، ومع استهلاك 200-300 قذيفة يوميًا (في الهجمات الأخيرة)، ستنفد المخزونات خلال 7 أيام.

ب) أزمة الصواريخ الهجومية
– AGM-158B JASSM: بمدى 1000 كم ودقة 3 أمتار، هو السلاح الرئيسي لإسرائيل لضرب المنشآت الإيرانية تحت الأرض. لكن المخزون العملياتي الأمريكي بالكاد3000 قذيفة، ونقل نصفها إلى إسرائيل يعطل القدرة الهجومية للقوات الجوية الأمريكية في أوروبا وآسيا.

رسم بياني صادم: وفقًا لبيانات البنتاغون (2023)، معدل استبدال هذه الصواريخ 18-24 شهرًا لكل 1000 قذيفة. أي أن إعادة بناء مخزون إسرائيل حتى مع التعبئة الكاملة للصناعات الحربية الغربية ستستغرق سنتين على الأقل.

الاستراتيجية الإيرانية متعددة المستويات: من الحرب الاستنزافية إلى الضربة الحاسمة
أ) تكتيك “الموجات المتتالية”
– المرحلة 1: استخدام صواريخ فاتح-110 (تكلفة 100 ألف دولار) و شهاب-3 (500 ألف دولار) لإضعاف الدفاعات الإسرائيلية.
– المرحلة 2: إدخال خوررمشهر-4 (مدى 2000 كم، رأس 1500 كجم) الذي تبلغ قوته التدميرية 5 أضعاف الصواريخ السابقة.

ب) الميزة الكمية الإيرانية
– على عكس إسرائيل المعتمدة على التكنولوجيا الغربية، تنتج إيران شهريًا 150-200 صاروخ باليستي (إحصاءات IISS 2024). مما يعني قدرتها على الحفاظ على الضغط العسكري لـأشهر، بينما تصل إسرائيل إلى نقطة الانهيار خلال أسابيع.

المأزق الاستراتيجي للغرب
أ) تناقض المساعدات العسكرية
– تستطيع أمريكا نقل 200-300 قذيفة ثاد فقط من مخزونها العملياتي، وهو ما يكفي لـيومين من القتال.
– أوروبا (خاصة ألمانيا وبريطانيا) تعاني نقصًا في وقود الصواريخ الصلب، وخطوط الإنتاج لن تكتمل قبل 12 شهرًا.

السيناريوهات المحتملة
١. استسلام خفي: قد تعلن إسرائيل هدنة أحادية الجانب تحت ضغط الغرب لكسب الوقت.
٢. الخيار الأكثر خطورة: ضرب المنشآت النووية الإيرانية، ما قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز أو هجمات مسيّرة واسعة على القواعد الأمريكية في المنطقة.

أفول الهيمنة العسكرية الإسرائيلية؟
إذا لم تحقق إسرائيل نتيجة حاسمة خلال 7-10 أيام، ستواجه تبعات تاريخية:
١. هزيمة إدراكية: انهيار أسطورة “القوة التي لا تقهر” التي شكلت أساس السياسات الأمنية الإسرائيلية منذ 1967.
٢. تغير موازين القوى: تحول إيران إلى لاعب قادر على دفع إسرائيل لتجاوز عتبة تحملها العسكري.

التنبؤ النهائي: تصاعد الضغوط الداخلية في إسرائيل (خاصة من عائلات الطيارين الأسرى) قد يجبر نتنياهو على قبول هدنة قبل نفاد الذخائر تمامًا. أي انتصار استراتيجي لإيران دون حرب شاملة.

– تحذير لصانعي القرار الإقليميين: التطورات القادمة قد تغير مفهوم “الردع” في الشرق الأوسط إلى الأبد. الدولة التي كانت حتى الأمس “القوة العظمى”، تواجه اليوم حقيقة مريرة: الإمبراطوريات العسكرية تسقط عندما تنفد أرصدتها من الأسلحة.

شاهد أيضاً

بيان عربي مشترك يدين العدوان الإسرائيلي على إيران ويدعو للتهدئة

كتب: أحمد عبد الحميد   بيان مشترك لمصر والأردن والإمارات وباكستان والبحرين وتركيا والجزائر والسعودية والسودان …