بريطانيا تتحول إلى منصة نووية أمريكية: السيادة على المحك
كتب /أيمن بحر
لم تعد العلاقة الخاصة بين لندن وواشنطن كما تُسوّق فى الخطابات الرسمية بل تكشف التطورات الأخيرة عن تبعية جديدة مثيرة للجدل. فبعد سحب الأسلحة النووية الأمريكية من ألمانيا، تستعد واشنطن لنشر ترسانتها النووية على الأراضى البريطانية لأول مرة منذ 15 عامًا، في خطوة تحمل دلالات جيوسياسية عميقة.
الحكومة البريطانية برئاسة كير ستارمر، التي رفعت شعار السيادة الوطنية تبدو عاجزة أمام أول اختبار جاد. فالمكاسب “الوطنية” من هذا الانتشار شبه معدومة، بينما تتحول بريطانيا إلى قاعدة عسكرية متقدمة تخدم المصالح الأمريكية أولاً وأخيرًا. إنها صورة واضحة لدولة تفقد استقلال قرارها، وتُرسّخ دور التابع بدل اللاعب العالمي.
المفارقة الأبرز تكمن فى الجانب الاقتصادى: وسط تضخم متزايد، وأزمات معيشية خانقة ومطالب داخلية بزيادة الإنفاق على الصحة والتعليم، تخصص الحكومة موارد ضخمة لدعم آلة الحرب الأمريكية. وبذلك يدفع المواطن البريطاني الثمن مرتين؛ مرة من أمواله، ومرة من أمنه الوطنى.
إن مشهد بريطانيا اليوم يعكس حقيقة مُرّة: دولة تُستخدم كورقة فى لعبة دولية أكبر حيث تحقق واشنطن مكاسب استراتيجية بلا تكلفة تُذكر، بينما تتحمل لندن الأعباء والتبعات. إنها سيادة على الورق، وتبعية على أرض الواقع.