أشرف الجمال يكتب عن ……..
الصورة الذهنية أحد أهم الأهداف الأساسية التى تسعى إليها فنون العلاقات العامة لتحقيق النجاح والتطور من خلال وسائل الإتصال الإعلامى ومهارات الإقناع والحديث والتركيز على الأبعاد النفسية والإجتماعية فى تشكيل وتعديل الصورة الذهنية للمتلقى والاعتماد على العناصر البشرية الأكاديمية المتخصصة التى تفهم وتعى أهمية وخطورة المرحلة فى التعامل مع أهم واخطر علم من علوم الإعلام والتوعية ” العلاقات العامة ” مع ضرورة دعم وصقل وتعليم وتدريب هذه الكوادر البشرية باستمرار على كل ما يستجد على الساحة فى مجال الإعلام والعلاقات العامة والإعلان والبحوث للتعرف على كل ما يؤثر على المجتمع إيجابيا وسلبيا وتأتى أهمية تعريف الصورة الذهنية فى أنها الناتج النهائى للأنطباعات الذاتية التى تتكون عند الأفراد أو الجماعات إزاء شخص معين أو نظام أو شعب أو منشأة أو منظمة دولية أو محلية وتتكون هذه الانطباعات من خلال التجارب المباشرة أو الغير مباشرة وترتبط هذه التجارب بعواطف الأفراد واتجاهاتهم وعقائدهم بغض النظر عن صحة أو عدم صحة المعلومات التى تتضمنها خلاصة هذه التجارب التى تمثل لأصحابها واقعا صادقا ينظرون من خلاله إلى ما حولهم وبفهمونه ويقدرونه على أساسها فى تطبيقاتها العلمية والعملية
— كما يأتى مفهوم الصورة الذهنية للجمهور وبداء استخدام مصطلح الصورة الذهنية عندما أصبح لمهنة العلاقات العامة ومستشاريها تأثير كبير على الحياة الأمريكية فى بداية النصف الثانى من القرن العشرين وكان لظهور كتاب صورة المنشأة للكاتب الصحفى الأمريكى ” لى بريستول ” عام 1960 الأثر الأكبر فى نشر مفهوم صورة المنشأة بين رجال الأعمال وتزايد إستخدامه فى المجالات السياسة والإعلامية والتجارية والمهنية وخاصتا بعد ظهور كتاب ” السلوك الدولى ” والذى أدى بدوره إلى الإهتمام بدراسة صورة القيادات السياسية فى بعض الشعوب وتأثيرها على صورة الشعب الذى تنتمى إليه وعلى سلوكها الجماهيرى أزاء هذه القيادات داخل شعوبها كما اهتمت الدراسات الإعلامية بدراسة صورة قطاعات المجتمع المختلفة من خلال ما يقدم فى وسائل الإتصال الجماهيرى أو من خلال ما تعبر به الجماهير عن انطباعتها إزاء هذه القطاعات
— وكما تأتى أنواع الصورة الذهنية فى توضيح الرؤيا للجمهور عن مراحل ترتيب وتنظيم الصورة للمنشأة نفسها ” الصورة المرأة ” والتى يرى بها الأخرون المؤسسة ” الصورة الحالية ” والصورة التى تود المنشأة أن تكونها لنفسها فى أذهان الجماهير ” الصورة المرغوبة ” والصورة المثلى التى يمكن أن تتحقق اذا أخذنا فى الإعتبار منافسة المنشاءات الأخرى وجهودها فى التأثير على الجماهير ويمكن تسميتها “الصورة المتوقعة ” وكما يتعرض الأفراد لممثلين مختلفين للمنشأة يعطى كل منهما انطباع مختلف عنها ” الصورة المتعددة ”
— وتأتى أهمية الإعلانات فى الصورة الذهنية للمتلقى إلى كسب تأييد أو إثارة الإهتمام بأنشطة الشركة او المنشأة المعلنة مما يؤدى إلى تنمية المؤاثرات الغير المباشرة فى عملية الشراء حيث ان إعلانات الصورة الذهنية لا تركز على منتج معين بصفة خاصة إنما تتناول الشركة او المؤسسة ككل وتبرز أهميتها للمجتمع وتركز على فلسفتها الإجتماعية وحرصها على الصالح العام مما يعنى أن إعلانات الصورة الذهنية تستخدم أساسا لتقديم الشركة او المؤسسة إلى الجماهير كمواطن صالح يعطى للمجتمع بقدر ما يأخذ منه ويقدم له بقدر ما يتوقع منه وكما أن للمؤثرات الخاصة فى تكوين الصورة الذهنية المرغوبة كما فى ( الأحداث الخاصة ) فى المعارض والمناسبات القومية والزيارات والتى تزيد من كسب ثقة الجماهير وتأتى أهمية (الإتصال الشخصى ) والذى يحتفظ دائما بالصدارة بين وسائل الإعلام الأخرى فى قوة التأثير على مر العصور رغم ظهور وسائل إتصال حديثة ” كالراديو، والتليفزيون، والسينما، والمسرح، و الطباعة المتطورة، والحاسبات الالية، والإنترنت والهواتف الذكية والسوشيال ميديا ” والتى تميزت بأنخفاض تكاليفها وأمكانية توجيه الرسالة إلى الجمهور المستهدف مباشرتا مع تلقائية الإتصال وإلى جانب سهولة تقدير حجم التعرض للرسالة كما فى ” الخطب الرسمية، ومؤتمرات المائدة المستديرة، ومناقشات المتخصصين، والمناقشات المفتوحة ” وذلك إلى جانب الإهتمام بعمل مجلة او صحيفة او نشرات او كتيبات ووسائل سمعية وبصرية (دوائر تليفزيونية وشبكة معلومات وحسابات آلية وإنترنت” بجانب التقارير السنوية والدورية “معلومات شخصية ومالية وإنتاجية وتسويقية ومتنوعة ” ………. جاء ذلك فى ضوء دراستنا للإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة لعلم من علوم الإعلام “فن العلاقات العامة ” لأساتذتى الأجلاء الدكتور على عجوة والدكتور محمد عتران