المناهج المعرفية والتكفير
د.عبدالواحد الجاسم
تتباين المناهج المعرفيه في التكفير حيث ان (( النهج البياني الصرف)) اكثر حده في التكفير ، في حين ان أقلها حدة هو ما نجده لدى النظام الوجودي ((الفلسفة والعرفان))، لكونه لا يستند إلى الإعتبارات القيمية كما عليه النظام المعياري.
لذا فهو يكثر من (الخطاب التجهيلي) لإعتبارات ما يستند إليه.
فهو يُجهّل المخالفين دون تضليل أو تكفير، سواء كان التجهيل لإعتبارات الإمكانات العقلية كالذي عليه الفلاسفة، أو لإعتبارات الحجب القلبية كالذي عليه العرفاء.
فاللغة التي يستخدمها أتباع النظام المعياري ضد خصومهم هي لغة (معيارية) تتمثل بالتضليل والتكفير والتفسيق، وهي مستمدة من منطق (حق الطاعة) كما تقتضيها نظرية التكليف، إذ تمثل الطاعة والعبادة كما يريدها المكلِّف هدفاً ومطلباً للنجاة والسعادة.
في حين تتصف لغة الفلاسفة والعرفاء ضد خصومهم بأنها (معرفية) مستمدة من الغاية التي صوروها للإنسان، وهي كمال العلم والعقل أو العرفان، وبالتالي فلغة الإدانة لديهم هي التجهيل لا التضليل والتكفير.