أخبار عاجلة

المتقاعد الشاب

(المتقاعد الشاب )
“الفصل الثالث”
-الكائن-
“الغريب في وطنه”
،،،قصص،،،

-١٤-
(الجزيرة)

،،إستراحة،،

كالعادة وضعت مشترياتي ومستلزمات العائلة
الكثيرة والثقيلة على حافة الرصيف وجلست
إلى جانبها أستظل تحت شجرة واريح ظهري،
أنظر إلى الإسفلت بينما ذاكرتي تنقلني إلى ماهو
أبعد من تلك المسافة مابيني وبين الطريق،
كل حين تقف أمامي عربة يقول لي صاحبها
الشاب أو العجوز أو حتى الشابة:
“تفضل عمي كي أوصلك إلى منزلك ؟”
اشكر الجميع وأخبرهم أن منزلي قريب من هنا وهو بالفعل قريب لولا ألم الظهر الذي
يعاودني في كل حين ،
تقف أمامي تلك العربة ..بلونيها الأبيض والبني وفيها أربعة مخلوقات يرتدون
الزي الكحلي ذاته ..بالطبع هم لاينوون
أخذي إلى منزلي القريب “إن لم يكن إلى ضيافتهم”!!
قال لي دون إلقاء التحية :
“تعال ؟”
نهضت ..أقتربت منه وأنا أمد يدي إلى محفظتي
كي أخرج بطاقتي الشخصية له وقال :
“بطاقتك الشخصية؟”

*غير مهم ..لكن المهم هو أن تدعوني أقص عليكم
القصص .

،،،ضيق،،
……………………………………………………….
……………………….. البعض أطلق عليها
“ومضة” وليست قصة ،إذن إسمعوا غيرها :

،،،صدق،،،

أقيمت مسابقة في احتفال ضخم من سلسلة
احتفالات الجزيرة المنسية ،كانت المسابقة الأولى
لمن يستطيع أن يضحك أكثر ولاطول مدة ممكنة،
لم يتقدم أي أحد للاشتراك بتلك المسابقة، وفي
اليوم الثاني أقيمت مسابقة لمن يستطيع أن
يبكي، تقدم للمسابقة كل سكان الجزيرة، الرجال
والنساء والأطفال وكبار السن والشيوخ..حتى
المرضى والمقعدين ،بكى الجميع بحرقة ولم
يستطيعوا التوقف عن البكاء حتى بعد إنتهاء
المسابقة …فبكوا حتى أغرقوا الجزيرة .

،،زوجتك،،،

ياهذا …
أردتها صغيرة ..أردتها بريئة ..لتدخلها في عالم
يختلف عن عالم الواقع والمعقول..لتبرمجها
حسب منهجك الجديد،
أردتها جميلة جدا ..لتظيف إلى ممتلكاتك شيء
جديد، لتتباها بها في المحافل..وإن أردت قتلها
بعد أن تشعر بالملل منها فأنك لن تتردد في قتلها
بأمرأة أخرى أكثر جمالا منها وتكون إضافة
جديدة إلى عالمك النرجسي ،لكنك لاتعلم أنك
إمتلكت جسدا فقط …جسدا دون روح .

،،،عدو ،،،

إنتهت نزهته مع أسرته في أحراش الجزيرة و
غاباتها الساحرة، وفي المساء إنطلقت العربة
مسرعة في رحلة العودة،
إثناء رحلة العودة يتشاحن مع سائق أخر ويكرر
عبارته نفسها:
“يلعن هيك جزيرة ويلعن هيك شعب ؟”
يقوم باشعال عود ثقاب ..يشعل سيجارته منه ..
‘يسحب سحبة طويلة” على سيجارته ..بحركة
تمثيلية رمى بعود الثقاب من النافذة ليستقر
في أسفل شجرة بين الحشائش اليابسة،
دقائق معدودة حتى أضاء عود الثقاب الجزيرة
بأكملها.

،،،دهاء ،،

قبل إفتراقهما مسحت أحمر شفتيها الذي لون
شفتيه بلون الخطيئة ..مسحت شفتيه بمنديل
من الورق الصحي المعطر..عانقته بقوة وشغف
متعمدة أن تترك على كتفه شعرة ساقطة ،
دست في جيبه المنديل الملون بالأحمر ..سارت
معه نحو الباب ..ودعته ..خرج ..أقفلت الباب
خلفه ..إبتسمت بخبث منتظرة عودته .

،،،تقاليد،،،

أقيم إحتفال كبير في ختان الطفل ذو الثمانية
سنوات ،تجمعت النسوة من كل أنحاء الجزيرة
للمشاركة في الإحتفال الكبير،
في نهاية الحفل حدثت معركة وتشابك بالأيدي
بين النساء كان سببها من منهن ستحصل على
تلك الزائدة اللحمبة لتصنع منها تعويذة لزوجها
العاجز .

،،،التائب ،،،

إصطفت أمامه ثلاث فتيات ..أخوات ..بأعمار
متفاوتة، كان جمالهن لايوصف ..لم يطيل النظر
في وجوههن..إهتز فنجان القهوة في يده ..إندلقت
القهوة على ثيابه ..خيل إليه أنه سمع أصوات أغنام تساق إلى الذبح،

* * * * * * * * * * * *

ماأن إتخذ قرارة بالتوبة والعودة إلى الله ،حاول
أن ينسى كم هتك من أعراض في حياته السابقة،
لكنه لم يستطيع ،حتى كان ذلك اليوم الذي أشار
به إلى فتاة دون أن يتمعن في وجوههن جيدا .

* * * * * * * * * * * *

أقيم فرح بسيط دون صخب ..دون صرف وتبذير
كانت عروسه الجديدة على قدر كبير من الجمال ،
لكنه لم يستطيع النظر في وجهها ،
خيل إليه أنه لو نظر في وجهها سوف يتفاجأ
بأنها من إحدى ضحاياه السابقة.

* * * * * * * * * * *

يمر عدة أيام ولم يتمكن من الدخول بها..تمكنت
الزوجة الصالحة من تشجيعه..وأن تقدم له الحافز
المعنوي،
خلعت فستانها الأبيض الطاهر ..إقتربت منه ..لكن
ماأن نظر أخيرا إلى وجهها حتى جحظت عيناه ..
لقد كانت واحدة من ضحاياه ،خر ساجدا تحت قدميها وقال متوسلا :
“سامحيني؟!!”
ثم بقي ساجدا ….
حتى مات .

،،،عادة ،،،

إنتهت سهرة الجارات لحتى وقت متأخر من
الليل ،إنتهت بعد سهرة طويلة إشتملت على
إستحضار أسماء جميع الخلق وأسرارهم وعيوبهم
وخياناتهم ،قالت المرآة الأكبر سنا:
“الأن يجب أن نغادر إلى بيوتنا خوفا من الوقوع
في النميمة والعياذ بالله ؟!”

،،يوم مكرر،،

-تعال ؟
-……….
-بطاقتك الشخصية.

(يتبع….)
تيسير مغاصبه
٢٠١٩
٢٤-١٢-٢٠٢١

شاهد أيضاً

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد

رواية رائحة العندليب حوار أدبي || مع الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد حوار: د.هناء الصاحب …