القلب السالم من الآفات والمكروهات

القلب السالم من الآفات والمكروهات

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الحمد لله رب العالمين على نعمته والشكر له على فضله ومنته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، حشرنا الله في زمرته، أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن طهارة القلوب وسلامة الصدور من صفات الصالحين الصادقين وقد أثنى الله تبارك وتعالى على صاحب القلب السليم فقال سبحانه عن خليلة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ” وإن من شيعته لإبراهيم إذ جاء ربه بقلب سليم ” فينبغي للعبد أن يسأل ربه الكريم سلامة الصدر، فقد كان من دعاء رسول الله صلة الله عليه وسلم ” واسلل سخيمة صدري ” رواه الترمذي، ومن كان سليم القلب والصدر فطوبى له، حيث قال الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه تاريخ الإسلام، عبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة كان رقيق القلب، غزير الدمعة. 

 

سليم القلب، كريم النفس، كثير القيام بالليل والإشتغال بالله وكان يبلغه الأذى من جماعة فما أعرف أنه انتصر لنفسه” إلى أن قال قد أوقع الله محبته في قلوب الخلق، ومن لم يكن سليم الصدر فلن يكون له صاحب، فمن آداب الصحبة سلامة الصدر، قال أبو عبدالرحمن السلمي رحمه الله الصحبة من آدابها هو سلامة الصدر للإخوان والأصحاب والنصيحة لهم وقبول النصيحة منهم، سلامة القلب والصدر تحتاج إلى صبر ومصابرة، من صدق في أن يكون من أصحاب القلوب الطاهرة والصدور السليمة، أعانه الله الرحيم الكريم، واعلموا أن للسلف رحمهم الله أقوال عن سلامة القلب والصدر، فقال عوف الأعرابي رحمه الله سألت محمد بن سيرين ما القلب السليم؟ قال الناصح لله عز وجل في خلقه، وقال الجنيد رحمه الله السليم في اللغة هو اللديغ فمعناه أنه قلب كاللديغ من خوف الله. 

 

وقال الإمام الجصاص رحمه الله ولا يكون القلب سليما إذا كان حقودا حسودا متكبرا، وقال الإمام القرطبي رحمه الله أي الخالص من الأوصاف الذميمة والمتصف بالأوصاف الجميلة، والله أعلم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله القلب السليم المحمود هو الذي يريد الخير لا الشر، وقال العلامة ابن القيم رحمه الله القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة، وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله القلب السليم هو السالم من الآفات والمكروهات كلها، وقال العلامة جمال الدين القاسمي رحمه الله قالب خالص من الشوائب باقي على الفطرة سليم عن النقائص والآفات، وقال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قوله تعالى ” إذ جاء ربه بقلب سليم ” ومن سلامته أنه سليم من غش الخلق وحسدهم.

 

واعلموا أن سلامة الصدر من أفضل الأعمال، فقال الحافظ ابن رجب رحمه الله أفضل الأعمال هو سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها وأفضلها السلامة من شحناء أهل الأهواء والبدع التي تقتضي الطعن على سلف الأمة وبغضهم والحقد عليهم وإعتقاد تكفيرهم أو تبديعهم وتضليلهم، ثم يلي ذلك سلامة القلب من الشحناء لعموم المسلمين، وإرادة الخير لهم ونصيحتهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، وكما أن سلامة الصدر من أوثق أعمال العبد، حيث قال زيد بن أسلم دُخل على أبي دجانه رضي الله عنه وهو مريض وكان وجه يتهلل، فقيل له ما لوجهك يتهلل ؟ فقال ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين، كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني والأخرى كان قلبي للمسلمين سليما، وقال عبدالله بن محمد بن مغيث القرطبي الصفار رحمه الله أوثق عملي في نفسي سلامة صدري. 

 

إني آواي إلى فراشي ولا يأوي في صدري غائلة لمسلم، فاللهم حسّن أخلاقنا، واجمع على الحق كلمتنا، اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا، اجعلنا ممن يحبك ويحب من يحبك، واجعل محبتك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

شاهد أيضاً

الشبكة العربية للإبداع والابتكار تُقِرّ عقد مؤتمر البحرين للابتكار أواخر يناير القادم

الشبكة العربية للإبداع والابتكار تُقِرّ عقد مؤتمر البحرين للابتكار أواخر يناير القادم متابعة لطيفة القاضي …

نجوم الفن والمجتمع يتألقون في حفل عيد ميلاد سيدة الأعمال ميرفت عطالله

نجوم الفن والمجتمع يتألقون في حفل عيد ميلاد سيدة الأعمال ميرفت عطالله كتبت: سميرة نوح  …